شهد مستشفى الشيخ خليفة الجامعي الدولي بالدار البيضاء، صباح اليوم الخميس، إجراء أول عملية جراحية في المغرب باستخدام تقنية الجراحة الروبوتية على مستوى الجهاز الهضمي.
وتُعد هذه العملية سابقة في تاريخ المؤسسة الاستشفائية، حيث تم استخدام نظام روبوتي متطور يتيح للطبيب الجراح التحكم عن بعد في الأدوات الجراحية، من خلال لوحة تحكم مزودة برؤية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، مما يوفر دقة فائقة في الحركة ووضوحًا أكبر في الرؤية، بالإضافة إلى راحة متقدمة للجراح وتقليص حجم التدخل الجراحي لدى المريض.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور المهدي شكري، أخصائي جراحة عنق الرحم بمعهد محمد السادس للعلوم والصحة، أن هذا الروبوت الجراحي يُستخدم منذ أزيد من 20 عامًا في عدد من الدول، منها الولايات المتحدة وأوروبا، وأن المؤسسة تمكنت، بفضل دعمها، من إدخاله إلى المغرب والاستفادة من تقنياته الحديثة.
وأكد الدكتور شكري أن الروبوت لا يقوم بإجراء العملية بشكل مستقل، بل يبقى الجراح هو المتحكم الكامل في مسار العملية، موضحًا أن استخدام هذه التقنية مكّن الفريق الطبي من إجراء عمليات معقدة لم تكن ممكنة عبر الطرق التقليدية، بفضل الأذرع الصغيرة والدقيقة للروبوت.
وأضاف أن الجراحة الروبوتية تمنح المريض تجربة علاجية أكثر راحة، حيث تُعتبر تدخلًا جراحيًا طفيفًا، ما يعني أن الجروح تكون أصغر، وفترة الشفاء أقصر، مع تقليل كبير في احتمال حدوث مضاعفات مقارنة بالجراحة الكلاسيكية.
وتفتح هذه الخطوة آفاقًا واعدة لتطوير الجراحة الدقيقة في المغرب، وتعكس تطور البنية التحتية الصحية، والمهارات الطبية الوطنية التي باتت قادرة على مواكبة أحدث تقنيات الطب والجراحة على الصعيد العالمي.
