ثلث شابات القرى خارج التعليم والعمل.. و"الفاو" تحذر

كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" في تقرير أممي حديث أن أكثر من ثلث شابات القرى في المغرب (حوالي 33%) خارج منظومة التعليم والعمل والتدريب، حيث ينتمين إلى فئة "NEET" التي تشمل من لا يدرسن ولا يشتغلن ولا يتلقين أي تكوين، رغم تحسن البنية التحتية الطرقية الذي ساهم في رفع نسبة التحاق الفتيات بالتعليم الثانوي وتقليص زواج القاصرات.

 

وفي المقابل، تقلّ هذه النسبة في صفوف شابات المدن، حيث لا تتجاوز 26%. أما بالنسبة للشباب الذكور، فتتساوى تقريباً النسبة بين الوسطين القروي والحضري، وتقف عند 12%.

 

تراجع لافت لشباب القرى

 

وحذّرت "الفاو" من تراجع تمثيلية الشباب في الأرياف، مشيرة إلى انتقال الدول من الزراعة التقليدية إلى نظم غذائية وصناعية أكثر تنوعاً، مما قلّص من حضور الشباب والأطفال في القرى عبر العالم. وأضافت أن المغرب يصنّف ضمن الدول ذات "نظم زراعية وغذائية قيد التوسع".

 

ويبلغ الشباب المغاربة حوالي 16.63% من سكان الأرياف، وهي نسبة تقل عن المعدلات المسجلة في الدول التي تعاني من أزمات طويلة في نظمها الزراعية، حيث يصل متوسط تمثيل الشباب إلى 19.4% و18.3% حسب وضع النظام الغذائي للبلد.

 

الطرق المعبدة.. بوابة الأمل

 

التقرير سلط الضوء على دور البنية التحتية، خصوصاً الطرق المعبدة، في تحسين فرص التعليم وتقليص زواج القاصرات، حيث اعتبرت المنظمة أن تحسين الوصول إلى الطرق ساعد الفتيات في الوصول إلى التعليم الثانوي وساهم في تقليص الزواج المبكر، بينما مكّن الذكور من فرص عمل مأجورة، دون أن يكون له نفس التأثير على مستواهم التعليمي.

 

العمل الزراعي يهيمن على المراهقين

 

وفي ما يخص سوق الشغل، اعتبر التقرير أن النظم الزراعية والغذائية تمثل نقطة دخول رئيسية للشباب، خاصة الفئات العمرية من 15 إلى 19 سنة، حيث يعمل في هذا القطاع نحو 76% من الشبان و66% من الشابات في البلدان التي تعرف أزمات غذائية مزمنة.

 

أما في الأنظمة الزراعية والصناعية الحديثة، فتختلف الأرقام بشكل ملحوظ: 25% من الشبان العاملين و92% من الشابات العاملات في الفئة العمرية 15-29 سنة يشتغلون في هذا القطاع، مقابل 13% من الشبان و11% من الشابات بين 20 و24 سنة.

 

تحولات تفتح الباب أمام غير الزراعيين

 

وخلص التقرير إلى أن كلما تطوّرت النظم الزراعية والغذائية، انتقلت فرص الشغل من القطاع الزراعي التقليدي إلى قطاعات غير زراعية ضمن نفس المنظومة، ما يستدعي الاستثمار في تأهيل الشباب وتيسير انتقالهم نحو آفاق اقتصادية أوسع وأكثر استدامة.