تقرير إخباري: احتجاجات قُبيل المؤتمر.. هل يستمر لشكر في قيادة "الوردة" مجددا؟

شهد المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببني ملال، الذي انعقد يوم الجمعة الماضي في قاعة خاصة، مفاجأة مثيرة للجدل بعد إعلان الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، تعيين البرلماني ورئيس جماعة أولاد إيعيش، "فاضل براس"، كاتباً إقليمياً للحزب، دون اتباع المسار الانتخابي المعتاد أو فتح باب الترشيحات أمام الأعضاء.

وتأتي احتجاجات الاتحاديين في الوقت الذي طرد منه ادريس لشكر، من مدينة فاس، بعد احتجاجات بالجملة من اتحاديي العاصمة العلمية.

انقسام حاد واتهامات بـ"الانقلاب على الديمقراطية"

وفي سياق متصل، أثار قرار"التعيين وليس الانتخاب" ببني ملال موجة غضب في صفوف القواعد الحزبية، حيث وصفه عدد من الأعضاء بـ"الانزلاق الخطير" نحو منهجية غير ديمقراطية، تتناقض مع المبادئ التي يرفعها الحزب.

وأكدوا أن الإجراء يمثل "فرضاً لخيارات القيادة دون مراعاة إرادة الأعضاء"، في خطوة اعتُبرت سابقة في تاريخ التنظيم.

وفي تصريح خلال المؤتمر، برر لشكر تعيين براس بالحاجة إلى "ضمان الانسجام الداخلي"، مُعتبراً أن الاقتراح يندرج في إطار "الحفاظ على وحدة الحزب".

إلا أن تبريراته لم تلقَ قبولاً لدى العديد من الحاضرين، الذين وصفوا العملية بـ"الخرق السافر للمساطر"، مُشيرين إلى أن القيادة "تتجاهل مطالب الإصلاح وتفرض وصايتها على القواعد".

 

استقالات واحتجاجات.. ومطالب بمراجعة القرار

تصاعدت الاحتجاجات إلى مستوى غير مسبوق، حيث أعلن فرع الحزب بجماعة "حد بوموسى" تقديم استقالته الجماعية من الهياكل التنظيمية، احتجاجاً على ما أسماه "التعيين غير الشفاف".

وجاء في بيان الاستقالة: "نرفض المنهجية التعسفية التي تم بها تنصيب الكاتب الإقليمي، ونطالب بإلغاء القرار الذي يُكرس التحكم بدلاً من التداول الديمقراطي".

وفي سياق متصل، كشفت مصادر حزبية لـ"بلبريس" عن وجود تيار معارض داخل الحزب يطالب بعدم تجديد ثقة لشكر خلال المؤتمر المقبل، مؤكدةً أن "التراكمات الأخيرة عززت حالة الاستياء من سياسة القيادة، التي تتجاهل مطالب الإصلاحيين".

ومن المنتطر أن يعاد سيناريو المؤتمر الأسبق، قبل مؤتمر "كوفيد"، والذي عرف صراعات قوية بوجود الدريوش وعبد الكبير طبيح، وحسناء أبو الزيد، ومصطفى المتوكل، والذين شكلو تيارا قويا معارضا لاستمرار ادريس لشكر كاتبا أولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

 

تساؤلات حول مستقبل الحزب وسط تصاعد الأزمات

يأتي هذا الصراع في وقت يواجه فيه حزب الاتحاد الاشتراكي تحديات وجودية، أبرزها تراجع حضوره السياسي وتآكل قواعده الشعبية. محللون يرون أن "أسلوب التعيينات الفوقية" قد يُفاقم الأزمة، خاصة مع تصاعد الأصوات المنادية بمحاسبة القيادة وتجديد الدماء قبل المؤتمر القادم.

وبينما يرفع المعارضون شعار "لا شرعية لقرارات غير ديمقراطية"، تُواجه قيادة الحزب اختباراً صعباً لإثبات قدرتها على احتواء الأزمة، أو المخاطرة بمزيد من التصدعات التي قد تطال بنيته التنظيمية برمتها.

 

وحسب مصادر حزبية لـ"بلبريس"، فإن القيادات تحاول المراهنة على وجه قيادي قادر على منافسة إدريس لشكر في منصب القيادة وليس منافسا صوريا كما وقع في المؤتمر السابق ويتعلق الأمر عضو الحزب المقيم في إسبانيا طارق سلام.