الباطرونا تختار رئيسها وسط صراع بين المرشحين

 

 

تنطلق يوم غد الثلاثاء عملية التصويت على الرئيس 16 للاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلفا لمريم بنصالح، الرئيسة المنتهية ولايتها، هذه الانتخابات التي تمكن ولأول مرة منذ 15 سنة، الناخبين من الاختيار بين مرشحين اثنين بدل مرشح وحيد، كما كان عليه الأمر سابقا.

ويتنافس في انتخابات الرئاسة لاتحاد العام لمقاولات المغرب لهذه السنة كل من صلاح الدين مزوار وحكيم مراكشي، حيث تقدم كل مرشح ببرنامجه وتصوره للنهوض بتنافسية المقاولة المغربية والدور الذي يتعين أن يلعبه الاتحاد العام لمقاولات المغرب خلال الفترة المقبلة.

وقدم حكيم المراكشي، الذي يشغل منصب المدير العام للشركة المغربية للصناعات، كما سبق وشغل منصب نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب ( بين 2009 – 2012 و 2015 إلى الآن)، ونائب رئيس الجمعية المغربية للمصدرين (1999 – 2014) ورئيس الفيدرالية الوطنية للصناعات الغذائية، والذي أعطى لنفسه في مناسبات عديدة الأحقية في هذا المنصب بخلاف منافسه صلاح الدين مزوار برنامجه الانتخابي الذي اختير له شعار "تحرير طاقات المقاولة"، على خمسة محاور، حيث يتمثل الأول في "العمل من أجل النمو والتنافسية"، عبر دعم سياسة ضريبية ملائمة للواقع الاقتصادي وخفض كلفة اليد العاملة والرفع من وتيرة التشغيل، خاصة في صفوف النساء، بينما يهم المحور الثاني "العمل من أجل تنمية الفاعلين الاقتصاديين".

وهو ما يمكن أن يتأتى من خلال الاستناد على قوة المجموعات الاقتصادية الكبرى وتحويل الصفقات العمومية إلى رافعة لتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة وإعطائها نفسا جديدا وتحسين مناخ الأعمال وتحديثه، وجعل الاقتصاد الرقمي فرصة للنمو والتحول بالنسبة للمقاولات، والعمل على الانتقال الإيكولوجي.

ويتمثل المحور الثالث في "العمل على التنمية الجهوية والدفع بالنمو في الأسواق الخارجية للمقاولات المغربية"، عبر تشجيع الاقتصاد الجهوي من خلال الرهانات المناخية والطاقية، وإعطاء دور مركزي للهياكل الجهوية، وخلق بيئات جهوية تتماشى مع طبيعة الأنشطة الاقتصادية بالجهات، وإعطاء طابع دولي للاتحاد لمقاولات المغرب ليتمكن من دعم المقاولات المغربية لتصدير منتجاتها، وترسيخ علاقات الثقة مع الشركاء الاقتصاديين الأفارقة، ومواكبة الفاعلين الراغبين في الاستثمار في إفريقيا.

أما على مستوى المحور الرابع، فسيعمل المراكشي حسب ما جاء في برنامجه، على "العمل على تنمية الكفاءات والتشغيل"، من خلال التكوين المستمر والمهني لمحاربة البطالة، وتجديد الحوار الاجتماعي مع النقابات بروح المسؤولية، وخلق أكاديمية "إفريقيا الاجتماعية" لتشجيع الحور والكفاءات بين الفاعلين الاجتماعيين في المقاولات، وتعزيز دور المقاولات داخل المدارس والجامعات، وتشجيع علامة المسؤولية المجتمعية للمقاولات.

والتزم المرشح من خلال المحور الخامس ب "جعل الاتحاد العام لمقاولات المغرب مؤثرا وقريبا من أعضائه"، عبر إضفاء الطابع المهني على الخدمات الموجهة للمقاولات، وخلق لجنة "تحويل النموذج الاقتصادي والاجتماعي المغربي"، وجعل تشجيع المقاولة والمقاول رهانا رئيسيا مع خلق حاضنات مشاريع على صعيد كل جهة للاتحاد، وسن سياسة تواصلية حديثة وحكامة أقرب إلى المنخرطين.

ودافع منافسه صلاح الدين مزوار عن ملف ترشحه مؤكدا على أنه جاء من المقاولة ومساره بدأ مع المقاولة كمسؤول عن شركة كبيرة، وكرئيس للجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، بل ورئيسا لفدرالية النسيج والألبسة والمنتوجات الجلدية داخل الباطرونا نفسها. وأما بالنسبة للانتماء السياسي ومخاوف التأثير على استقلالية الباطرونا رد مزوار بوضوح بأنه في حال انتخابه على رأس الاتحاد، فإنه سيستقيل من مهامه في حزب التجمع الوطني للأحرار.

وأكد مزوار في برنامجه الانتخابي على ضرورة جعل الاتحاد "هيئة تمثيلية وشمولية ومتكيفة مع الطموحات" عبر اقتراح إصلاح للقوانين الأساسية وهيكلة المجالس الجهوية وضمان لامركزية اللجان وفق “مقاربة براغماتية وتحديد الأولويات"

و نبه مزوارعلى أهمية عقد اجتماعات دورية بين رئاسة الاتحاد العام والمجالس الجهوية لضمان التفاعل بين المصالح المركزية والتمثيليات المحلية، وتوطيد حضور الجهات وتعزيز القرب من المقاولات.

واعتبر أن النهوض بالمقاولات الصغرى والصغيرة والمتوسطة يشكل ثاني أولوية ضمن برنامج عمله، عبر تقديم حلول لإشكاليات التمويل وآجال الأداء واسترداد الضريبة على القيمة المضافة، مبرزا أهمية تحقيق التوازن بين السياسة والاقتصاد للمضي قدما في طريق التنمية.

وتعاقب على رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب ما بين1955 و2018 الفترة التي استطاع المغاربة للوصل إلى سدة الاتحاد الذي سبق وأن تأسس سنة 1947 إبان فترة الحماية الفرنسية وهيمن على رئاسته الفرنسيون، فيما كان يتعين انتظار سنة 1969 تاريخ وصول أول مغربي إلي سدة الاتحاد بعد انضمام تجمع الصناعيين المغاربة إلى الاتحاد.

ومنذ إنشائها وإلى اليوم راكمت "الباطرونا"ّ الكثير من الخبرات، مما جعلها تجمعا اقتصاديا قويا ومأثر.

وتضم لائحة الرؤساء السابقين ل "الباطرونا"  منذ تولي المغاربة لرئاسة هذا التجمع الاقتصادي، كل من  مريم بنصالح 2012-2018 و محمد حوراني 2009-2012 وكذا مولاي حفيظ العلمي 2006-2009 ، وحسن الشامي 2000-2006، عبد الحجوجي 1994-2000

و عبد الرحمان بناني سميرس 1988-1994، بنسالم جسوسس 1985-1988، وفاروق بنبراهيم 1984-1985، إضافة إلى محمد الدريسي قيطوني 1984-1984 ، محمد عمور 1969-1984

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.