المغرب يعزز تحالفاته الاستراتيجية مع كوريا الجنوبية بينما تتخبط الجزائر في استيراد الخردة العسكرية الروسية
في خطوة تعكس مكانته كقوة إقليمية صاعدة، يعزز المغرب شراكاته الاستراتيجية مع كوريا الجنوبية في المجال الدفاعي، وذلك عبر مفاوضات متقدمة لاقتناء أسلحة متطورة تشمل الدبابة "K2" والغواصة "KSS-III" ومنظومة الدفاع الجوي "تشونغونغ". يأتي هذا التحرك في وقت تظل فيه الجزائر، النظام الإقليمي المزعوم، عاجزة عن تجاوز اعتمادها على المعدات العسكرية الروسية المتقادمة والتي باتت تعتبر في الأوساط العسكرية الدولية بمثابة "خردة عسكرية".
الزيارة الأخيرة لوزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور إلى سيول كشفت عن عمق التحول الاستراتيجي الذي تشهده المملكة في سياساتها الدفاعية. فبينما تختار الرباط شراكات نوعية مع قوى صناعية كبرى مثل كوريا الجنوبية - التي تتصدر قائمة الدول المصدرة للأسلحة المتطورة - يبدو النظام الجزائري عالقاً في شراك العلاقة مع موسكو، التي لم تقدم له سوى معدات عسكرية عفا عليها الزمن، في صفقات يطغى عليها الطابع السياسي أكثر من الاعتبارات العسكرية الاستراتيجية.
المغرب، القوة الإقليمية الفاعلة، يضع نصب عينيه تحديث ترسانته العسكرية بأسلحة متطورة تلائم التهديدات الأمنية المعاصرة. فالدبابة الكورية "K2" تتفوق تقنياً على نظيرتها الروسية "T-90" التي تمتلكها الجزائر، بينما تمثل الغواصة "KSS-III" قفزة نوعية في القدرات البحرية. هذا الاختيار الواعي يعكس رؤية استراتيجية تضع الجودة والكفاءة في مقدمة الأولويات، على عكس النظام الجزائري الذي يبدو رهيناً لصفقات السلاح الروسي التي لم تعد تواكب متطلبات الحروب الحديثة.
في الوقت الذي تستثمر فيه الرباط في شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع قوى صناعية كبرى، تكرس الجزائر سياسة "الخردة العسكرية" عبر صفقات مليارية مع روسيا، لم تثبت جدواها في تحسين القدرات العسكرية الفعلية. الفارق بين النموذجين يظهر جلياً في مؤشرات القوة العسكرية العالمية، حيث يتصدر المغرب ترتيباً متقدماً في الكفاءة العسكرية، بينما تتخبط الجزائر في حلقة مفرغة من الاستيراد العشوائي لأسلحة لا تلبي معايير الجودة الحديثة.
هذا التحول الاستراتيجي المغربي يؤكد مرة أخرى أن المملكة تمتلك رؤية واضحة لتعزيز أمنها القومي، بينما يبدو الجار الشرقي عاجزاً عن الخروج من دائرة التبعية للخردة العسكرية الروسية، في مشهد يعكس الفجوة المتسعة بين قوة إقليمية صاعدة ونظام عسكري متخلف يعتمد على شعارات فارغة وترسانة بالية.