في خطوة تعكس رغبته في الاستعداد المبكر للاستحقاقات المقبلة، حسم نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، في مجموعة من الترشيحات الأساسية المرتبطة بالانتخابات التشريعية لسنة 2026. ويأتي هذا التحرك في سياق طموح معلن يسعى من خلاله الحزب إلى تصدر المشهد السياسي وقيادة الحكومة المقبلة، التي تتزامن مع احتضان المغرب لمنافسات كأس العالم 2030.
مصادر مطلعة من داخل الحزب أكدت أن بركة يتعامل مع هذه المرحلة التحضيرية بمنطق استراتيجي، حيث يراهن على أسماء وازنة داخل التنظيم، قادرة على ضمان حضور قوي في معاقل انتخابية ودوائر حيوية.
ومن بين الترشيحات التي تم الحسم فيها مبكراً، نجد دائرة العيون التي ستعود لحمدي ولد الرشيد، أحد أبرز الوجوه الاستقلالية في الأقاليم الجنوبية، بما له من رصيد انتخابي وشبكة نفوذ محلية واسعة. كما تمت تزكية مديحة خيير، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، للترشح بدائرة بني ملال، في إشارة إلى توجه الحزب لتشجيع الكفاءات النسائية داخل صفوفه.
وفي جهة بني ملال-خنيفرة أيضاً، جدد الحزب ثقته في رحال المكاوي لخوض غمار المنافسة بدائرة الفقيه بن صالح، بينما تمت تزكية عزيز الأشهب في دائرة وزان، ونور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، بدائرة الحسيمة، ما يعكس رهاناً على التوازن بين الوجوه القيادية والتغطية المجالية الواسعة.
ويبدو أن نزار بركة يسابق الزمن لترتيب البيت الداخلي مبكراً، في أفق رفع سقف الطموحات الانتخابية وتقديم عرض سياسي قادر على إقناع الناخب المغربي في سياق وطني ودولي استثنائي، يطغى عليه الأثر السياسي والاقتصادي لتنظيم مونديال 2030.
فهل تنجح هذه المقاربة الاستباقية في إعادة حزب الميزان إلى صدارة المشهد السياسي؟ أم أن الطريق نحو “حكومة المونديال” لا تزال طويلة ومليئة بالتحديات؟