يستجدون الإعانات من الشركات..منتخبون يتسولون قفة رمضان

كشفت مصادر مطلعة عن حملات “تسول” لعدد من المنتخبين، للحصول على قفة رمضان، التي تعتبر أداة فعالة لكسب ود الناخبين وتأمين ولاء “قواعدهم”.
وذكرت المصادر ذاتها أن الأيام القليلة الماضية شهدت تسابق المنتخبين لإظهار “كرمهم” وتعزيز حضورهم السياسي، مشيرة إلى أن مجموعة من المستشارين، خاصة في جهة البيضاء سطات، انخرطوا في حملات لجمع تبرعات تحت مسمى “قفة رمضان” لتوزيعها على ناخبيهم.
وأضافت المصادر نفسها أن هؤلاء المنتخبين يسعون لكسب ود قواعدهم من باب “تسول” الإعانات من شركات محلية ومحسنين ومقاولات اعتادت تقديم مساعدات للفقراء خلال المناسبات الدينية، إذ يعمل المنتخبون وسطاء بين هذه الجهات والمستفيدين، ويشرفون على عملية التوزيع لضمان وصول القفف إلى أشخاص محددين ضمن لوائحهم، وفي بعض الحالات، يتم التوجه إلى أسواق الجملة لشراء المواد الغذائية بكميات كبيرة بأسعار منخفضة.
وأكدت المصادر ذاتها أن بعض المنتخبين ربطوا اتصالات بمحسنين وأصحاب شركات للحصول على دعم مالي أو إعلانات تجارية، بينما جاب آخرون المناطق الصناعية لجمع قسائم سلع من وحدات صناعية، وفي أحياء عديدة، بدأت شاحنات تفرغ حمولات من الصناديق الكرتونية المحملة بالمواد الغذائية من “كراجات” مؤقتة، في انتظار توزيعها وفق لوائح معدة مسبقا.
وتشير المصادر نفسها إلى أن هذه العمليات تنفذ بدقة لضمان استهداف الناخبين الموالين أو القادرين على التأثير في محيطهم، خاصة أن المنتخبين يحرصون، قبل رمضان، على إعداد لوائح المستفيدين بعناية فائقة.
وتخضع هذه اللوائح للتدقيق لتحديد العدد والمعايير، التي غالبا ما ترتكز على الولاء السياسي أو الشخصي، إذ يشترط على المستفيد دعم المرشح في الانتخابات المقبلة، خاصة أنه ينظر إلى هذه القفة جزءا من “عقد غير مكتوب” بين المنتخب والناخب، يضمن استمرارية العلاقة حتى موعد الاقتراع.
وحسب المصادر ذاتها، فقد تفرغ عدد من المنتخبين لإنجاح هذه العمليات التي تستهدف عائدا انتخابيا كبيرا، فـ “قفة رمضان” تعتبر رمزا للتواصل مع “مرشح الدائرة”، وضمان ولائه، وفي أحيان أخرى تتم إعادة بيع محتويات للاستفادة من مبالغ مالية، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن الكثير من الناخبين لا يجدون حرجا في التصويت لمن يقف وراء هذه العملية، إذ يتم تلميع صورة المنتخب شخصا يسعى لتحسين أوضاعهم المعيشية، وفي بعض الدوائر الانتخابية، تتحول هذه المبادرات إلى تقليد سنوي يعزز شعبية المرشحين، مما يجعلها أداة لا غنى عنها في سباق الانتخابات.

عن يومية الصباح

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *