مع اقتراب موعد الاستحقاقات التشريعية المقبلة، بدأ عدد من السياسيين والبرلمانيين في تكثيف أنشطتهم الخيرية لكسب تعاطف الناخبين، مستغلين موسم البرد لتوزيع الأغطية والمساعدات الإنسانية على الفئات الهشة.
وكشفت مصادر "بلبريس" أن هذه التحركات ليست سوى حملة انتخابية سابقة لأوانها، حيث انطلقت بشكل ملحوظ في الضواحي والمناطق القروية، التي تُعتبر خزّانًا انتخابيًا رئيسيًا، مستفيدين من التأثير القوي للقفف والمساعدات في توجيه الأصوات خلال الانتخابات.
وأكدت المصادر ذاتها أن بعض السياسيين بدأوا بالفعل في التحضير لتوزيع قفف رمضان، فيما لجأ آخرون إلى توزيع الأغطية على التلاميذ في الداخليات، في خطوة تهدف إلى استمالة أولياء أمورهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى إشراك جمعيات محسوبة على أحزابهم في هذه المبادرات، بهدف تعزيز حضورهم السياسي في المشهد المحلي.
وفي هذا السياق، شهدت بعض المناطق، مثل دمنات وإقليم أزيلال، حملات مكثفة لتوزيع المساعدات، حيث تم توزيع مئات الأغطية على التلاميذ بدور الطالب، وسط استياء واسع من قبل الساكنة التي ترى في هذه الخطوات استغلالًا للوضع الاجتماعي الصعب لتحقيق مكاسب انتخابية.
وبالتزامن مع ذلك، تعيش بعض الأحزاب المتحالفة في الحكومة الحالية حالة من القلق بسبب تراجع شعبيتها، ما دفع برلمانييها إلى الإسراع في كسب ودّ الناخبين بأي وسيلة ممكنة، خوفًا من فقدان مواقعهم في الاستحقاقات القادمة.
ويرى متابعون أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تكريس سيطرة المال والأعمال الخيرية المشروطة على المشهد السياسي، حيث تصبح القدرة على تقديم المساعدات هي العامل الحاسم في الفوز بالمقاعد، بدلًا من البرامج التنموية الحقيقية.