صراع الأغلبية في مقاطعة حسان: منافسة مبكرة على خلافة الرئيس الرازي
قبل أن يحسم القضاء في طلب عزل رئيس مقاطعة حسان بالرباط، إدريس الرازي، بدأت الأغلبية السياسية في التحضير لمرحلة ما بعده، وسط تنافس محموم على خلافته.
بحسب مصادر "نيشان"، فإن القيود القانونية التي تمنع العمدة المستقلة أسماء أغلالو من الترشح جعلت دائرة الخيارات داخل حزب التجمع الوطني للأحرار ضيقة للغاية، ما فتح الباب أمام قيادات من حزب الأصالة والمعاصرة للدخول على الخط، في خطوة قد تؤدي إلى تفاقم الخلافات داخل التحالف الحكومي، وتمتد تداعياتها إلى المشهد المحلي.
مرشحون محتملون وصراع داخلي
أفادت المصادر ذاتها بأن النائب البرلماني السابق بنهمو أبدى رغبته في الترشح لمنصب رئيس المقاطعة، مستفيدًا من غياب مرشحين أقوياء داخل التجمع الوطني للأحرار. في المقابل، يتجه الحزب نحو تزكية مجاور، الذي كان قد أُبعد سابقًا من المنصب بعد دعمه للعمدة المستقيلة أسماء أغلالو. هذا في وقت يسعى فيه هشام أقمحي، نائب العمدة، إلى فرض نفسه كخيار بديل، ما يزيد المشهد تعقيدًا.
تحالفات متغيرة ووعود سياسية
إعادة ظهور بنهمو، بعد غياب طويل عن دورات المقاطعة، أثار تساؤلات حول طبيعة الوعود التي قُدمت لجمع التوقيعات اللازمة للإطاحة بالرازي. وفي الوقت الذي يفضّل فيه جزء من الأغلبية التريث قبل حسم المرشح النهائي، حصل مجاور على ضمانات مبدئية لدعمه، خاصة أنه كان من بين المصوتين لصالح عزل إدريس الرازي، الذي دفع ثمن الصراعات التي أعقبت الانتخابات الجزئية بدائرة المحيط.
خلفيات الأزمة: تقاطع الحسابات المحلية والوطنية
الخلافات داخل المقاطعة ليست منفصلة عن التوترات السياسية الأوسع؛ إذ يُذكر أن المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، سعد بنمبارك، وهو زوج أسماء أغلالو والفائز بالمقعد البرلماني، كان قد اتهم الرازي بدعم نجل سعيد التونارتي، مرشح الاتحاد الاشتراكي، بعد أن رفض حزب الأحرار منحه التزكية.
هذه المعركة السياسية كلفت التونارتي منصبه كنائب لرئيس مقاطعة يعقوب المنصور، قبل أن يستقيل لاحقًا من رئاسة فريق مستشاري التجمع الوطني للأحرار بالمجلس الجماعي للرباط، وصولًا إلى الدور الذي آل أخيرًا إلى إدريس الرازي.
بينما يظل قرار القضاء هو العامل الحاسم في مصير إدريس الرازي، يتواصل السباق السياسي داخل أروقة الأغلبية، حيث تُبنى التحالفات وتُعقد الصفقات في الكواليس، استعدادًا للمرحلة المقبلة، التي قد تحمل تحولات غير متوقعة على مستوى المشهد المحلي.