محاكمة الناصري و بعيوي: دفوعات شكلية وانتقادات لوقائع البحث التمهيدي في قضية إسكوبار الصحراء

تستمر، الجمعة، جلسات محاكمة القياديين السابقين في حزب الأصالة والمعاصرة، سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي، حيث يتواصل تقديم الدفوعات الشكلية المتعلقة بالقضية المعروفة بـ "إسكوبار الصحراء".

في هذه الجلسة، قدم المحامي محمد الحسيني كروط، الذي يتولى الدفاع عن عبد النبي بعيوي، دفوعاته الشكلية المتعلقة بالبحث التمهيدي. وقد انتقد المحامي بشدة الديباجة، تماماً كما فعل دفاع سعيد الناصري في الجلسات السابقة.

وفي المقابل، أوضح كروط أن دفوعاته الشكلية لا تتضمن أي قدح في الأشخاص المعنيين، مشيراً إلى أن الشرطة القضائية تعاملت مع موكله بشكل إنساني، ولم تتعرض له بأي تعذيب، كما أن قاضي التحقيق تعامل بنفس الطريقة. وأضاف أن الهدف من هذه الدفوعات هو تصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الملف، والتي تسببت في ضرر، مشدداً على أهمية ضمان محاكمة عادلة وحماية القواعد الشكلية من مرحلة البحث التمهيدي إلى إصدار الحكم.

كما طالب كروط بالتركيز على الدفوعات الشكلية المتعلقة بالبحث التمهيدي، مبرزاً خرق مواد عدة من قانون المسطرة الجنائية، بما في ذلك المادة 18 و24. وقال المحامي إن محضر الشرطة القضائية تضمن ديباجة تحتوي على وقائع غير صحيحة، حيث أن الضابط تجاوز اختصاصه وحل محل النيابة العامة، مشيراً إلى أن هذه الديباجة كانت بمثابة "تأثير يسبق القناعة".

وأضاف كروط أن الديباجة تضمنت تناقضات في عدد ونوع الشاحنات، حيث ذكر الضابط أن شركة "إسكوبار الصحراء" أرسلت خمس شاحنات إلى عبد النبي بعيوي، ثم أرسلوا شاحنتين حمروتين لاحقاً، في حين أن محضر البحث أشار إلى أن الشاحنة التي ضبطت في قضية المخدرات سنة 2015 كانت شاحنة صفراء، مما يتناقض مع ما جاء في الديباجة التي تحدثت عن شاحنة حمراء.

كما تساءل كروط عن سبب تجاهل الضابط لتصريحات شخصين آخرين، الأول يدعى "حمد" وأفاد بنقل الشاحنتين إلى فاس، والثاني يدعى "توفيق" وأكد أن عبد النبي بعيوي تلقى 11 شاحنة، ثم عاد ليقول في محضر آخر إنه استلم خمس شاحنات فقط، إضافة إلى شاحنتين أرسلتا بدون تحديد مكان وزمان الإرسال، في حين تم إرسال شاحنتين أخريين إلى مكناس وأخرى إلى أحد الصرافين.