حزب الاستقلال يتجاوز خلافاته وصراعاته الداخلية ويتجه بثبات نحو رئاسة حكومة كأس العالم
في خطوة اعتبرها مراقبون تحولا بارزا في المشهد السياسي المغربي، تمكن حزب الاستقلال من تجاوز خلافاته وصراعاته الداخلية التي ظلت تؤرق صفوفه في السنوات الأخيرة، وتم التوافق بين قيادته وهياكله على ترشيح عبد الجبار الراشيدي مرشحا وحيدا لرئاسة حزب علال الفاسي.
ترشح واحد لرئاسة المجلس الوطني لحزب الإستقلال ، فيه رسائل دالة لمن يهمهم الأمر ، مفادها أن الحزب قد دفن الماضي ، أي ماضي الخلافات والمواجهات والتصدعات التي كانت تهدد استقراره. ويرى المهتمون أن مصالحة الحزب مع ذاته ومع ماضيه ومع هياكله أعادت الثقة لصفوف الحزب، والفخر لمناضليه والتميز في المشهد السياسي المميع .
لأنه بعد شهور من النقاشات المكثفة، تمكن الحزب من التوصل إلى توافق حول مرشح وحيد لرئاسة المجلس الوطني، وهو ما يعكس نضجًا سياسيًا ، وتحولا نوعيا في الثقافة الحزبية ووعيا بضرورة الحفاظ على وحدة الصف،وتميز هذا التوافق بقناعة كل مكونات الحزب الذين أجمعوا بأن الاستقلال هو حزب المؤسسات وليس حزب الأشخاص ، وأنه حان زمن القطيعة مع حزب الشخص الى حزب الموسسة.
وهذا ما صرح به أحد أعضاء اللجنة التنفيذية بقوله:"التوافق حول مرشح واحد لرئاسة المجلس الوطني يعكس إدراكنا لأهمية المرحلة الراهنة. نحن بحاجة إلى قيادة موحدة وقوية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية."
يأتي هذا التوافق كجزء من خطة استراتيجية تهدف إلى تعزيز موقع الحزب على الساحة السياسية الوطنية، حيث يرى العديد من المراقبين أن الحزب يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تقديم صورة إيجابية عن تماسكه وقدرته على قيادة المرحلة المقبلة، خاصة مع احتمال ترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة.
وعليه ،ففي الوقت الذي تعاني فيه العديد من الأحزاب المغربية من خلافات وصراعات داخلية، يظهر حزب الأستقلال كإستثناء من خلال قدرته على تحقيق إجماع حول قضايا حساسة مثل رئاسة المجلس الوطني. هذا الإجماع لا يعكس فقط قدرة الحزب على تدبير خلافاته، بل يؤكد أيضًا على قوته التنظيمية والسياسية علي تدبير خلافاته على اسس ديمقراطية. معتمدا على كون الديمقراطية كآلية لتدبير الخلاف.
ومع اقتراب موعد الإستحقاقات الإنتخابية ، ومع الولاية الثانية لنزار بركة , يعمل حزب الاستقلال بصمت على رهان التنظيم، واختيار المناضل المناسب في المكان المناسب ، ونهج سياسة التواصل وسياسة القرب مع المواطن ،لإعادة الهيبة والوقار لحزب علال الفاسي في وقت فقدت فيه الكثير من الأحزاب المغربية هيبتها ووقارها.
التوافق على مرشح وأحد لرئاسة المجلس الوطني لحزب الاستقلال يعكس مرحلة جديدة من النضج السياسي داخل الحزب، ويؤكد أن الامين العام للحزب نزار بركة في ولايته الثانية لم يعد هو نفسه الذي يعمل على جبر الخواطر وترضيتها. بل أصبح نزار بركة القائد الحاسم ، بركة النقد الذاتي ، وبركة مدرسة علال الفاسي وامحمد بوستة ، ،بركة الأمين العام الذي يعمل على دمقرطة حزب الاستقلال، وجعله الرقم الصعب في معادلة مغرب الممكن الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس باحترافية جعلت من المغرب قوة اقليمية صاعدة.
وهذا ما لخصته فقرة من العرض السياسي الذي قدمه نزار اليوم امام اعضاء المكتب السياسي بفوله :''إننا نَنْشُدُ ربح رهان تحول تنظيمي بأفق استهداف صدارة المشهد السياسي الوطني، وهو ما يتطلب منا إعداد العُدَّةِ لتجديد التنظيمات والفروع والروابط المهنية وتقوية التنظيم وتحصين مناعته وتطوير الأداء وتحديث أساليب الاشتغال، وتعزيز جاذبية العرض الاستقلالي بجيل جديد من الحلول والبدائل والتصورات المستوعبة لمتطلبات المجتمع وحاجاته المستجدة. ذاك هو التحول الذي يجعلنا جاهزين لما سيأتي من استحقاقات، مؤثِّرين في الأحداث، مُساهمِين في إنضاج الاختيارات، وفاعلين في مغرب التحولات بقيادة جلالة الملك محمد السادس أيده الله.''