أثار تعيين السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، لنفسه وزيرًا منتدبًا لدى وزير الدفاع، موجة من السخرية بين النشطاء الجزائريين الذين استهجنوا استمرار سيطرة المؤسسة العسكرية على شؤون البلاد ومؤسساتها الحيوية.
وقد سخر بعضهم من هذا التعيين، حيث قال أحدهم: “شنقريحة يعين شنقريحة وزيرًا منتدبًا لدى شنقريحة!”، بينما وصف آخرون التعديل الحكومي بأنه مجرد “إعادة ترتيب للكراسي في قاعة يقودها الجنرال نفسه”.
الشارع الجزائري لا يزال يطرح تساؤلات حول سبب استمرار شنقريحة في منصبه رغم تجاوزه الثمانين من عمره. واعتبر البعض أن الوضع يشبه “فرعون الجزائر”، في إشارة إلى استمرارية حكم عصابة العسكر. وقد أضاف تعيينه الأخير أبعادًا سياسية تؤكد تداخلًا غير مسبوق بين الجيش والدولة.
وفيما يتعلق بالمواطنين الجزائريين، فإن هذه التعيينات الحكومية لا تقدم حلولًا للمشاكل الحقيقية التي يعانون منها مثل الطوابير الطويلة للحصول على الوقود وارتفاع الأسعار.
ويبقى الشعب الجزائري في مواجهة أزمات اقتصادية خانقة بينما تركز الحكومة على حلول سطحية لا تتطرق إلى جوهر الأزمة، حيث نظل الجزائر، في النهاية، أسيرة لنظام يواصل تمسكه بالمناصب من أجل البقاء في السلطة، بينما تزداد مشاعر الغضب بين المواطنين بسبب غياب الإصلاحات الحقيقية.
اقرأ أيضا :
تفاصيل الهجمات الإلكترونية الجزائرية ضد أسبوية ’’ماروك ايبدو’’
تعرض الموقع الإلكتروني لأسبوعية ماروك ايبدو لسلسلة من الهجمات السيبرانية منذ يوم السبت 16 نونبر، وذلك مباشرة بعد اصدار العدد الاسبوعي الذي خصص غلافه للتحركات المشبوهة للنظام الجزائري المستهدفة للمغرب.
ووفق بيان توصلت بلبريس بنسخة منه، تمكن تقنيو الجريدة والمشرفون على موقعها الإلكتروني، بمساعدة خبراء متخصصين، من اثبات ان مصدر الهجمات هو الجزائر، البلد الجار الذي يعتقد نظامه انه بإمكانه اسكات الصحافة المغربية كما فعل مع الصحافة الجزائرية.’’
ولفت المصدر أن هذه ’’ليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها موقع المجلة للاستهداف. ففي شهر مايو من العام الماضي، تمت قرصنة الموقع وتعطيله مباشرة بعد صدور عدد خصص غلافه للعلاقات المغربية الجزائرية مع التأكيد على مغربية الصحراء الشرقية.’’
وقالت ’’ماروك ايبدو’’ إنه منذ انطلاقتها مطلع التسعينات استهدفتها بعض الجهات الجزائرية وأقلامها المأجورة بالسب والشتم والتهديد. اليوم تغيرت الطريقة لتصبح عبر الوسائل الإلكترونية من خلال اغراق الموقع بملايين الطلبات بهدف شل حركته وتعطيله.،،
وتؤكد المجلة ان تخصيص اعدادها للجزائر ليس رغبة في التشهير، بل لكون الجزائر طرفا في ملف الصحراء المغربية، مع التذكير بأملها الدائم في بناء اتحاد مغاربي قوي.’’
وشددت ماروك ايبدو على ان التهديدات بشن الحرب على المغرب لن تثنيها عن القيام بواجبها المهني. كما اكدت ان الشعب الجزائري الشقيق ليس مستهدفا، بل المستهدف هو النظام الجزائري الذي يعمل على قتل آمال الاتحاد المغاربي حفاظا على مصالحه.’’
وخلصت المجلة الى التأكيد على موقفها الثابت بضرورة وحدة مصير شعوب المنطقة المغاربية، كما أكد على ذلك مرارا جلالة الملك محمد السادس، مؤكدة ان لا هجمات سيبرانية ولا غيرها ستثنيها عن اداء رسالتها الإعلامية.