انتظر الرأي العام عموما والرأي الجامعي خصوصا الإعلان عن تعيين رئيس جامعة محمد الخامس في أول اجتماع للمجلس الحكومي يوم الأمس الخميس بعد عودة الحكومة من عطلتها.
وسبق أن أكدت مصادر موثوقة لبلبريس أن التعيين سيتم الإعلان عنه في اجتماع المجلس الحكومي ليوم الأمس، إلا ان الكل تفاجأ بعدم الإعلان عن تعيين رئيس جامعة محمد الخامس ضمن بلاغ المجلس الحكومي حول مقترحات التعيينات في المناصب العليا.
التأخير في تعيين رئيس أقدم جامعة مغربية، جعل المهتم بالشأن الجامعي المغربي يتسائل عن اسباب هذا التأخير ، والذي نتج عنه توقف جميع مساطر تعيين رؤساء المؤسسات الجامعية ، حيث ان جل المؤسسات العليا التابعة لجامعة محمد الخامس متوقفة ان لم نقل مشلولة أكثر من سنتين.
شلل له تداعيات سلبية على كل مكونات الكليات والمعاهد والمدارس التابعة لجامعة محمد الخامس، ومواردها البشرية من أساتذة واداريين وطلبة خاصة أمام توقيف مجلس الجامعة لتفعيل أية مشاريع إلى حين تعيين رئيس جديد للجامعة، كما أثرت هذه الوضعية على 8 مؤسسات جامعية أخرى تابعة للجامعة والتي يتم تسييرها أيضا بالنيابة، في غياب تعيين شخصيات لها مشروع للنهوض بالتعليم في الجامعة،أضاعت على الجامعة ما يناهز 120 منصبا ماليا.
وللأمانة العلمية، أكد عضو من لجنة انتقاء رئيس جامعة محمد الخامس لـ"بلبريس" ان هذه العملية قد مرت في جو شفاف وديمقراطي ومتكافئ ، وكان جل المرشحين من مستوى عالي جدا، ولم تكن هناك أي تدخلات او ضغوطات من أي جهة.
وبعد طرح صحافية "بلبريس’’ التي حضرت الندوة الصحفية سؤالا للناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس حول تأخير تعيين رئيس جامعة محمد الخامس، أجاب هذا الأخير بصفة دبلوماسية غامضة، مكتفيا بالقول: "إن الحكومة في لجوئها الى هذه المسطرة تلتزم بمختلف المقتضيات الموجودة في القوانين المتعلقة بالتعيين في المناصب العليا".
ومن جانبه، أكد مصدر لـ "بلبريس’’ أنه من المنتظر الإعلان عن رئيس جامعة محمد الخامس خلال المجلس الحكومي للأسبوع المقبل في الوقت الذي يدخل فيه إصلاح التعليم العالي في سنته الثانية مع الموسم الجامعي الجديد.
مضيفا عكس ما يروج حول رغبة وزير التعليم العالي تعيين شخصيات مقربة منه، أكدت مصادر مقربة من الوزير أنها مجرد إشاعات، وأن لجنة الانتقاء كانت سيدة نفسها ، ولا دخل للوزير ميراوي من بعيد أو من قريب في تأخير تعيين رئيس جامعة محد الخامس المقبل ، وان مهمته انتهت بوضع تقرير لجنة الانتقاء على طاولة رئيس الحكومة.
لذلك ، يتسائل الجميع فإلى متى سيستمر عدم جدية الحكومة في تعيين رئيس الجامعة التي درس فيها الملوك والأمراء والنخب التي حكمت المغرب من الاستقلال الى اليوم؟.
والى متى يستمر صمت الحكومة حول التأخير في تعيين رئيس جامعة محمد الخامس وكأنه سرا من أسرار الدولة؟؟
لماذ هذا الإلحاح في هدر الزمن الجامعي لأقدم جامعة مغربية في قرن المعرفة والإعلام؟؟
أين هو حق المواطن في المعلومة حول أسباب بلوكاج تعيين رئيس جامعة محمد الخامس؟؟ ومن هي الجهات المسؤولة عن هذا البلوكاج؟؟ وما هي اهدافها؟؟
وهل الحكومة واعية بمخاطر صمتها وتأخيرها تعيين رئيسا لجامعة محمد الخامس وتداعياته على أساتذة وإداريي وطلبة الجامعة؟
لذلك نقول ، حان الوقت ليتحمل وزير التعليم العالي ورئيس الحكومة مسؤوليتهما لتعيين رئىيس جامعة محمد الخامس التي تعاني اليوم في صمت، أمام الشلل الذي أصاب كل المؤسسات التابعة لها، والحيرة التي أصابت أساتذتها وإدارييها وطلبتها في زمن إصلاح التعليم العالي.