قُبيل المؤتمر .. الاتحاديون يفقدون "ماكينة انتخابية" وتساؤلات عن سقوط مقعد سيدي بنور !
في تطور يضيف مزيدًا من التعقيدات إلى الأجواء المشحونة داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كشفت مصادر اتحادية لـ"بلبريس" أن النائب البرلماني عبد الغني مخداد غادر "الوردة"، مصحوبًا بمجموعة من المستشارين الجماعيين ورؤساء جماعات في إقليم سيدي بنور.
وحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الخطوة، التي جاءت في سياق تراكم التوترات التنظيمية، أثارت ردود فعل واسعة، لا سيما مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني للحزب، مما يضع قيادة الحزب أمام اختبار صعب في تدبير الخلافات الداخلية.
وتكشف الواقعة عن أزمة أعمق تتعلق بآليات التسيير وشرعية القرارات داخل الحزب، حيث تُوجه أصابع اتهام مباشرة إلى الكاتب الأول، إدريس لشكر، بسبب سياسة "التسريع غير المبرر" في الترقيات، والتي تجاوزت الأعراف التنظيمية.
وتقول مصادر اتحادية أنه، بعد انضمام مخداد إلى الحزب سنة 2021، تم تعيينه مباشرة في المكتب السياسي، متجاوزًا المسار التدرجي الذي يخضع له باقي المناضلين، هذا القرار، الذي قوبل بامتعاض ورفض واسعين، أعاد طرح إشكالية المزاجية في تدبير المواقع القيادية، وتحولها إلى ورقة لاستقطاب شخصيات دون ضوابط مؤسساتية.
وفي ظل غياب قرار رسمي لاستقالة مخداد، تبرز تساؤلات حول مدى التماسك الداخلي للحزب، وقدرته على احتواء الخلافات في مرحلة حساسة تسبق المؤتمر، كما تفتح هذه الأزمة الباب أمام نقاش أوسع حول مدى اتجاه الحزب لتطبيق القوانين التنظيمية، خاصة في ظل المادة 12 المكررة من القانون التنظيمي 27.11، التي تنص على تجريد أي نائب من عضوية مجلس النواب في حال تخليه عن الانتماء للحزب الذي ترشح باسمه. ويُترك الأمر الآن لرئيس مجلس النواب، الذي يمكنه إحالة الملف إلى المحكمة الدستورية لتقرير مصير المقعد البرلماني، وفقًا لأحكام الفصل 61 من الدستور، فهل سيراسل الاتحاديون الطالبي العلمي لإحالة الملف للمحكمة الدستورية؟.
من جهة أخرى، يعيد المشهد استحضار انتقادات سابقة حول منهجية إدريس لشكر في إدارة التحالفات والترشيحات، والتي يتهمه البعض بتسييسها لصالح أجندات ضيقة، على حساب الشفافية والمشاركة الديمقراطية. ويبدو أن تراكم هذه السياسات بدأ يُفرز تداعيات ملموسة، ليس فقط على مستوى النخب، بل أيضًا في علاقة الحزب بقواعده الاجتماعية، التي باتت تشكك في مصداقية الخطاب الحزبي.
وفي هذا السياق، حاولت "بلبريس"، ربط الاتصال بكل من عبد الغني مخداد وأيضا بعبد الرحيم شهيد، رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المعارضة الاتحادية، لكن هاتفيهما ظلا يرنان دون إجابة.