جددت روسيا، اليوم الخميس، تأكيدها على دعمها المستمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم أن طهران لم تتقدم بأي طلب للحصول على مساعدات عسكرية من موسكو.
وأفادت الرئاسة الروسية "الكرملين" بأن الشراكة الروسية الإيرانية قائمة وتستند إلى علاقات قوية، موضحة أن موسكو تحتفظ أيضًا بعلاقات ثقة مع إسرائيل، رغم تعقيدات الوضع في المنطقة.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تحذيره من أن "أي تدخل أمريكي في النزاع بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى دوامة تصعيد خطيرة".
من جانبه، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجود عدد من الخبراء الروس في منشأة بوشهر النووية الإيرانية، نافياً في الوقت ذاته أن تكون إيران قد طلبت أي نوع من الدعم العسكري من روسيا في ظل المواجهة الحالية مع إسرائيل.
وأوضح بوتين، خلال لقاء جمعه برؤساء وكالات الأنباء العالمية في سان بطرسبورغ، أن عدد الخبراء الروس في بوشهر يبلغ نحو 250، وقد يرتفع إلى 600، مشيراً إلى أن هناك اتفاقًا مع إسرائيل لضمان أمنهم وسلامتهم في ظل التوترات المتصاعدة.
وأشار إلى أن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بلاده بإيران لا تحتوي على أي بند يتعلق بالتعاون الدفاعي، مؤكدًا مرة أخرى أن طهران لم تبادر بأي طلب دعم عسكري من موسكو.
وعند سؤاله حول احتمالية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، رفض بوتين الخوض في مثل هذه "الافتراضات الخطيرة"، معتبرًا أن من الممكن التوصل إلى حل يضمن مصالح الطرفين – إيران وتل أبيب – ويدعم حقوق طهران النووية في مقابل تبديد المخاوف الإسرائيلية.
وتأتي هذه التصريحات الروسية في وقت تواجه فيه موسكو انتقادات متزايدة بسبب ما يُعتبر موقفًا "باردًا" تجاه إيران، رغم أن طهران قدمت دعماً عسكرياً هامًا لروسيا في حربها ضد أوكرانيا عبر تزويدها بطائرات مسيّرة وصواريخ.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وجهت روسيا تحذيراً شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة من مغبة التدخل لصالح تل أبيب في صراعها مع إيران، معتبرة أن خطوة كهذه قد تهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن أي مساعدة عسكرية مباشرة تقدمها واشنطن إلى إسرائيل من شأنها أن تزعزع الوضع الإقليمي، مشدداً على أن بلاده تتابع عن كثب تطورات الأزمة من خلال اتصالاتها مع كل من طهران وتل أبيب.
أما مساء الثلاثاء، فقد نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصدر مطلع على مواقف الكرملين تأكيده أن إيران لم تطلب من روسيا تقديم أي دعم في حربها مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن موسكو لا تنوي تقديم دعم دفاعي لطهران.
وبيّن المصدر ذاته أن إسرائيل، وتحديدًا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مستمر في التصعيد العسكري، ولا توجد جهة حاليًا قادرة على وقفه، مشيرًا إلى أن موسكو لن تنخرط كوسيط إذا كان الهدف النهائي هو الإطاحة بالنظام الإيراني.
في الوقت ذاته، رفعت الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، مستوى تهديدها ضد إيران، داعية إلى استسلام غير مشروط، ومُهددة بتصفية المرشد الأعلى خامنئي، في تصريحات أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية الدولية.
وتزايدت المؤشرات، بالتزامن مع التصعيد، على أن إدارة ترامب كانت تدرس التدخل العسكري المباشر ضد المنشآت النووية الإيرانية، وتحديدًا منشأة فوردو، حيث دفعت واشنطن بعدة قطع عسكرية استراتيجية إلى المنطقة، ووضعت القاذفة النووية "B-52" في حالة تأهب، بحسب ما ذكرته الصحافة الأمريكية.