تقرير أمريكي ...النظام الجزائري في أحضان إيران بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء

أكد تقرير أصدره مركز الأبحاث الأمريكي “أتلانتيك كونسل” مختص بالتغيرات الجيو - سياسية بالشرق الأوسط وبشمال افريقيا ، أن منطقة المغرب العربي ستشهد تغييرات جيو سياسية مهمة بعد اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على صحراءه.
وقد وقف هذا المركز كثيرا عند تداعيات القرار الفرنسي وأبعاده الجيو-ستراتيجية بمنطقة شمال افريقيا ، نتيجة الانتصارات الدبلوماسية المغربية الاستراتيجية في ملف سيادته على صحراءه والتي بعثرت كل أوراق النظام الجزائري.

وحسب مركز الأبحاث الأمريكي “أتلانتيك كونسل”، فالاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على الصحراء في هذا الوقت بالذات يعتبر تحولا جيو- سياسيا تاريخيا لفرنسا، ونصرا دبلوماسيا مهما للمملكة المغربية .
ووقف التقريرالأمريكي بتفصيل عند أهمية الاعتراف الفرنسي وخصوصيته بالسيادة المغربية علي صحراءه ، معتبرا أن أهميته تستمد من كون فرنسا كانت مستعمرة للصحراء،ولها مسؤولية مشتركة مع اسبانيا في تحديد الحدود بين المغرب والجزائر.
وأضاف المركز الأمريكي بأن أهمية الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء تزامن مع الموقف الصارم لجلالة الملك محمد السادس اتجاه فرنسا، وتوتر العلاقات بين الملك والرئيس الفرنسي ، وتراجع التبادل التجاري بين المغرب وفرنسا بشكل كبير ، خصوصا بعد الخطاب الملكي الذي طالب فيه فرنسا الخروج من مواقفها الرمادية اتجاع ملف الصحراء معتبرا إياه بأنه المنظار الذي يرى من خلاله الشراكات التجارية .

ووقف التقرير الأريكي عند الاعتراف الفرنسي، وتشبت الرباط بموقفها اتجاه فرنسا، رافضا أي تعاون أو شراكة معها إذا لم تخرج من مواقفها الرمادية .

واعتبر مركز “أتلانتيك كونسل” أن المغرب بقي مخلصا لمبادئه في العلاقات الدولية، و شريكًا موثوقًا به للعالم الليبرالي العالمي في كل القضايا والنزاعات الدولية سواء في الحرب الروسية - الأكرانية أوفي الصراع بالشرق الأوسط ،او في محاربة الارهاب الدولي، أو التحالف مع القوى العظمى لارساء أسس السلم والأمن الدوليين وفق أرضية ورؤية مشتركة مع هذه الدول، في حين اختار النظام الجزائري تعزيز العلاقات مع النظام الايراني والتصويت بهيئة الأمم المتحدة ،ضد كل القرارات الغربية اتجاه الحرب الروسية الاكرانية، ودعم بعض المنظمات المتطرفة بالشرق الأوسط، وجعل منطقة شمال افريقيا قابلة للانفجار في أي لحظة.

وخلص التقرير إلى أن القرار الفرنسي أدى إلى فرض نوع من العزلة على الرئيس الجزائري في الانتخابات الرئاسية المقبلة أوائل شهر شتنبر، ما يدفعه للارتماء بشكل أعمق للتحالف الذي تقوده إيران لفك العزلة، محذرا في ذات الصدد من نشوب حرب إقليمية واسعة بشمال افريقيا.
واختتم المركز الأمريكي تقريره حول تداعيات الاعتراف الفرنسي بالسيادة المغربية على صحراءه بمنطقة شمال افريقيا ، وبأبعاده الجيو -سياسية على كل بلدان هذه المنطقة ، مؤكدا بأن منطقة شمال إفريقيا قبل الاعتراف الفرنسي لن تبق كما كانت قبل هذا الاعتراف التاريخي ، حيث سيكون له ما بعده.