القى صلاح الدين أبو غالي احد القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة خطابا كله رسائل الى من يعنيه الامر من جهة الشرق خلال تراسه المؤتمر الجهوي بهذه الجهة،
ومن اهم ما جاء فيه :
نلتقي بكم في هذا المؤتمر الجهوي المبارك، والذي يأتي في سياق جد دقيق من تاريخ حزبنا المفتخر بالنجاحات الباهرة التي حققها مؤتمره الوطني الخامس، وكذلك النجاحات الكبيرة التي عرفتها الدورة الثامنة والعشرين للمجلس الوطني، واللذين عرفا مشاركة وازنة ومتميزة لاسيما من مناضلات ومناضلي الجهة الشرقية العزيزة.
كلمة في حق ساكنة الجهة:
لذلك، بسعادة كبيرة نلتقي اليوم بهذه الحشود الغفيرة من المناضلات والمناضلين الصادقين الأوفياء، المخلصين للملك وللوطن، ولقيم ومبادئ الحزب، نلتقي في هذه الجهة العزيزة على،قلوب جميع المغاربة هذه الجهة الغنية بتراثها وبمميزات الطبيعية والجغرافية الخلابة بجمالية شواطئها وجبالها وصحرائها وسهولها الفلاحية الخصبة هذه الجهة الغنية بطقوس وعادات تاريخية منفردة، نلتقي في جهة التنوع الثقافي والغذاء الروحي، جمة صفاء الزوايا الرائعة
والمدارس العتيقة جهة العلم والثراث والطرب الغرناطي.
العناية الملكية بالجهة
نلتقي اليوم بفرح كبير بجهة الشرق الغنية بطيبوبة ،ناسها وبجدية أهلها الذين لمس فيهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره في خطابه يوم 18 مارس 2003 بمدينة وجدة: “الحفاوة والولاء وخصال الاباء والغيرة الوطنية التي جعلت من هذه المنطقة الدرع الواقي لحوزة الدولة المغربية عبر تاريخها المجيد.” انتهى المنطوق الملكي.
إن هذه الجهة العزيزة التي أولاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء عرش أسلافه عناية خاصة تجسدت فى الزيارات الملكية الميدانية لها ولأقاليمها، وفي إشراف شخصي من جلالته حفظه الله على إطلاق عدد من المشاريع المهيكلة في مختلف المجالات، وكلكم تتذكرون الانطلاقة التنموية الحقيقية التى جسدها الخطاب الملكي الاستراتيجي
أنه:
بمدينة وجدة سنة 2013، حيث قال جلالة الملك في نفس الخطاب التاريخي تجسيدا لعنايتنا السامية بهذه المنطقة، ذات الإمكانات الهامة والمؤهلات البشرية المتميزة بالإرادة القوية والجدية في العمل، فقد قررنا اتخاذ مبادرة ملكية لتنمية الجهة الشرقية
مرتكزة على محاور أربعة تهدف إلى تحفيز الاستثمار والمقاولات الصغرى والمتوسطة للشباب، وتزويد الجهة بالتجهيزات الأساسية، وإعطاء الأولوية لمشاريع اقتصادية هامة، فضلا عن النهوض بالتربية والتأهيل وتفعيل التضامن معتمدين آليات للتمويل والمتابعة
والتقييم في التفعيل الملموس المبادرتنا). انتهى كلام جلالة الملك.
ومنذ ذلك الخطاب الملكي والجهة تعرف تطورا تنمويا ملموسا في مختلف المجالات، في المجال الصحي والسياحي والثقافي والفلاحة وفي البنية التحتية من طرق سيارة وسريعة وموانئ، وتأهيل المطارات ودعم الاستثمارات وغيرها من المشاريع. وشهادة للتاريخ ما عرفته هذه الجهة من مشاريع تنموية كبرى خلال العقدين الأخيرين غير من وجه الجهة، ورفع عنها العزلة وجعلها جهة اقتصادية واعدة لكن هل بلغت التنمية بهذه الجهة الكمال ؟ بطبيعة الحال نقول لا لايزال ينتظرنا كفاعلين سياسيين ومنتخبين ومسؤولين على تدبير الشأن العام الكثير من العمل الجبار والتنسيق لمواجهة الاختلالات التنموية التي لا تزال تعرفها بعض المناطق بالجهة، لاسيما تلك التي تعاني من نقص كبير في المشاريع الاقتصادية وفي فرص الشغل كبو عرفة وفكيك وجرادة وغيرها من المناطق التي تتطلب مجهودا أكبر.
لتحقيق العدالة المجالية التي يدعو إليها جلالة الملك وتنشدها الحكومة والمنتخبين ومختلف
رسائل للجزائر
إن التحلي بالقيم الأصيلة لساكنة هذه الجهة العزيزة، كالتسامح والحوار والتعايش، والتضامن والتآزر ، لم ينحصر في يوم من الأيام على القبيلة والجهة فقط، بل التاريخ الماضي يشهد على ما قدمه مغاربة جهة الشرق من تضحيات جسيمة فداء ونصرة لاستقلال جيراننا وأشقائنا الذين نتقاسم معهم الدم والعروبة والدين.كما أن التاريخ الحاضر يسجل باعتزاز استمرار بلادنا على نفس نهج الأيدي الممدودة للجيران، والقلوب والحدود والاحضان المفتوحة باستمرار لاستقبالهم ومعانقتهم. لكن للأسف يقابل كل هذا الود وهذا الإخاء بعداء ومناورات غير مفهومة، التي ليست في صالح مستقبل شعوب المنطقة، إن لم نقل هي ضد الحق وخارجة عن التاريخ، ولا يقبلها العقل، وتجرح الروح
والقلب والمشاعر.
كلمة حول الحزب بالجهة
حضرات الأخوات والإخوة المناضلين الأوفياء، نلتقى اليوم في لحظة تنظيمية هامة، تتعلق بمحطة جديدة من محطات مؤتمراتنا الجهوية التي وصلت اليوم محطة جهة الشرق في إطار حرصنا الجماعي على تنفيذ الأجندة التنظيمية لحزبنا المتفق حولها في موعدها، والتي تهدف إلى تعميق التواصل مع مناضلاتنا ومناضلينا داخل ربوع المملكة، وتجديد هياكل الحزب، والانفتاح على نخب وطاقات شابة ونسائية جديدة، وهو ما نجحنا فيه حتى اليوم في مختلف الجهات التي عرفت نجاحات باهرة على مستوى عقد مؤتمراتها الجهوية والإقليمية والمحلية، ونحن على يقين تام بأن هذه الجهة المناضلة المعروفة بنضالية
وتضحيات مناضلينا، وبحسن ضيافتهم ستحذو حدو باقي الجهات، لتكرس مرة أخرى المكانة القوية لحزبنا بهذه الجهة العزيزة، بحيث ظلت هذه الجهة دوما من القلاع البامية التي تتمسك بقوة بمشروع حزب الأصالة والمعاصرة، وتحتضنه وتدافع عنه بنضال وغيرة وتعبئة دائمة، الجهة التي احتضنت الحزب منذ النشأة وغرست قيمه ومبادئه في نفوس وقلوب مئات المناضلات والمناضلين من مختلف شرائح المجتمع، مما مكن حزبنا من تدبير الكثير من الجماعات والمؤسسات الترابية بنضالية ونجاعة مكنتنا من الإسهام بقوة إلى جانب باقي
الفعاليات والمؤسسات والقوى الحية في تنمية هذه الجهة، مما أعطى لمنتخبينا بالجهة احتراما
ومكانة في قلوب المواطنات والمواطنين الذين منحوهم المكانة المتقدمة سياسيا بالجهة بفضل تضحياتهم، وبفعل تعبئتهم لخدمة الصالح العام بالجهة، وانضباطهم للقرار ومؤسسات الحزب، لأن حزبنا حزب المؤسسات وسيظل كما كان منذ التأسيس ملكا للجميع، والدليل أنه من الأحزاب القليلة في الساحة الوطنية التي تعرف تغييرا منتظما في القيادات والمؤسسات، ومع كل تغيير يحظى الحزب بالمزيد من القوة، بل يتطور ويرتقي محطة بعد أخرى، لأنه حزب بمشروع سياسي كبير، وليس حزبا بمشروع انتخابوي ضيق، ولأنه حزب المؤسسات وليس حزب الأشخاص.
لذلك نقول لمن ينتظر شتات الحزب بهذه الجهة، نقول له أنظر إلى جنبات القاعة اليوم، أنظر إلى هذا الجمع المبارك من خيرة مناضلاتنا ومناضلينا الأوفياء، من يمني نفسه بانتكاسة حزب الجرار نقول له: لم ترد أن تتعلم من التاريخ لم ترد أن تستفيد من دروس حزبنا، لم تعرف أن قوتنا لم تكن في يوم من الأيام في حصد المقاعد الانتخابية، بل في قدرتنا على تخطي المصاعب والامتحانات والخروج منها بقوة أكبر.
لذلك نقول لمناضلاتنا ومناضلينا الأوفياء: لا تنجروا وراء الترهات التي تفسر صمت الحزب أحيانا بالضعف، بل هو الحكمة وقوة العقل المجسدة في عدم التشويش على أي مؤسسة دستورية تقوم بعملها، فحزبنا يعطي الدليل من جديد للذين مازالوا يشككون في ذلك، على أنه نموذجا للحزب الشرعي المحترم للقانون، والمتقيد بقرارات السلطة القضائية، والذي لا يعقب على مؤسسات الدولة، وما يصدر عنها في حق أعضائه، إلا بما يتيحه القانون ويسمح به.
إن حزبنا حزبا سياسيا مسؤولا يميز جيدا بين الضوابط القانونية وبين الحقوق السياسية، ففي الضوابط القانونية نقول أن قرينة البراءة تظل قائمة لجميع الأشخاص المتهمين في أي قضية وينبغى الحرص على تمتعهم بكل مقومات المحاكمة العادلة. وسياسيا نقول بأن الحزب حزب المؤسسات يجدد ذاته باستمرار بعد كل محطة انتخابية أو تنظيمية مثل محطة اليوم، ونحن على يقين تام بأن نجاح مؤتمرنا الجهوي هذا سيكون خير جواب على كل الهجومات، بل قد يزيد من سعار من كان يراهن على موت البام بهذه الجهة وغيرها من الجهات.
أتمنى لأشغال مؤتمرنا هذا كامل النجاح والتوفيق، حتى نكون في مستوى خدمة تطلعات المواطنات والمواطنين، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه
الله ونصره.