السباعي: الواحات رأسمال مادي ورمز يستدعي نموذجا تنمويا خاصا

قال عدي السباعي، نائب رئيس جهة درعة تافيلالت، إن الواحات تعتبر  رأسمال مادي ورمزي يستدعي العناية الفائقة حتى يؤدي دوره الهام في التنمية المستدامة المنشودة، ودعا إلى إلى استعادة ثقافة العناية بالمجال الواحي والبيئي، وتحقيق نوع من التكامل بين الجهود المبذولة من قبل الخبراء وصناع القرار السياسي والتنموي بمجال تنمية الواحات المغربية، وخاصة في جهة درعة-تافيلالت، التي تعتبر فيها الواحات منظومة عيش ذات عمق استراتيجي يمتد إلى المجال الإفريقي.

وأكد القيادي الحركي،  أمس بورزازات في ندوة حول موضوعالأنظمة الواحية: التحولات والآفاق التنموية، أن الواحات التي تعد مصدر عيش وعنوان حياة ساكنة المنطقة، تتعرض اليوم لتهديد التغيرات المناخية المؤثرة بشكل سلبي على الأنظمة الواحية، مما يتطلب إعداد برامج لمواجهة التحديات المطروحة والاهتمام بمؤهلاتها ووضع استراتيجية فعالة تتعلق بالموارد المائية للحفاظ على الواحات.

ونبه السباعي، إلى ضرورة رفع التحديات التي تطرحها المشاكل المرتبطة بالهشاشة والتصحر والتغيرات المناخية وندرة المياه والتحول السوسيو اقتصادي لنمط عيش الساكنة بغية الحد من الهجرة المناخية المترتبة عن هذا التدمير الذاتي والموضوعي للمجال الواحي الذي أصبح أمام التمدن والعصرنة يفتقد إلى " الذكاء الترابي لدى الإنسان الواحي وافتقاد العقلية الصديقة والرحيمة بالواحات.

وفي السياق ذاته، أضاف المتحدث أن مجلس جهة درعة تافيلالت يعي تمام الوعي أهمية هذا المجال الحيوي في استراتيجياته وبرامجه التنموية، مؤكدا أن الإطار الطبيعي والعملي لترجمة هذا الوعي هو برنامج التنمية الجهوي  والتصميم الجهوي لإعداد التراب اللذين سيتم اعتمادهما في غضون الأسابيع المقبلة.

وأوضح المصدر ذاته،أنه رغم كون تنمية مناطق الواحات مدرج حسب القانون التنظيمي ضمن محور الاختصاصات المشتركة، فإن مجلس الجهة باشر تنفيذ التزاماته في إطار البرنامج الوطني لمحاربة الفوارق المجالية والاجتماعية، مطلقا بذلك دينامية تنموية تجلت في بناء العديد من الطرق القروية وفك العزلة في جهة يعيش حوالي 80 في المائة من سكانها في الواحات، مبرزا مساهمة مجلس الجهة في دعم تكوين الأحزمة الخضراء حول مجموعة من المدن، واعتماد اتفاقيات مع مختلف الشركاء همت تطوير الجاذبية السياحية للمجال الواحي.