حرب تسريبات تعري البيضاء..فواتير تكشف ريع صفقات

انتقلت عدوى تسريب وثائق رسمية ودفاتر تحملات وفواتير وعروض أثمان، متعلقة بصفقات عمومية وسندات طلب، من عين السبع والحي المحمدي إلى الصخور السوداء، ومنها إلى باقي مقاطعات البيضاء الأخرى، إذ يشن منتخبون ورؤساء وموالون لهم حرب “تسريبات”.

واستكمالا لمسلسل الفضائح لمقاطعة الصخور السوداء، أدلى نشطاء في مجال حقوق الإنسان وحماية المال العام بنسخة من دفتر التحملات الخاصة بإعادة تهيئة حديقة فلسطين، مؤكدين أن الأشغال المنجزة في الواقع غير مطابقة للشروط المتفق عليها، إذ يمكن بالعين المجردة، حسبهم، ملاحظة مظاهر الغش في مواد البناء والتجهيز والتبليط ووضع الأساسات.

وقال النشطاء إن الشركة التي رسا عليها العرض، استفادت من استغلال مادتي الكهرباء والماء بشكل مجاني، طيلة مدة الأشغال، دون أن يكون ذلك منصوصا عليه في بنود دفتر التحملات، علما أن الشركة، التي يوجد مقرها بالقنيطرة، تأخرت كثيرا في تسليم الورش، قياسا إلى الغلاف الزمني المنصوص عليه في العقد، دون أن تترتب عن ذلك أي غرامة.

وغير بعيد عن مقاطعة الصخور السوداء، الذي مرر رئيسها صفقة عمومية بـ111 مليونا، لإصلاح ثلاثة مصاعد قديمة بمقر المقاطعة لا يستعملها أحد، مازال رئيس مقاطعة عين السبع، يتهم خصومه السياسيين في المقاطعة وفي المجتمع المدني (عبر صفحات تابعة له)، بأن انتقاداتهم وتسريب الوثائق والفواتير، ما هو إلا رد فعل من قبلهم، بعد أن قطع عليهم “الروبيني”.

وترددت عبارة “سديت الروبيني” كثيرا بالمقاطعة في الأيام الماضية، خصوصا بعد التصويت بالرفض على النقاط المقترحة من قبل الرئيس في جدول أعمال دورة يناير 2023، بواقع 13 صوتا مقابل 5 أعضاء.

وتنطوي هذه العبارة على شبهة استعمال رشاو عينية، أو مادية، أو في شكل امتيازات للظفر بصفقات عمومية وسندات طلب في الفترات السابقة، التي تلت انتخابات شتنبر 2021، إذ لمح الرئيس، في كثير من المرات، إلى وجود “صديق” قديم يحرض ضده بكل الوسائل، رد فعل على حرمانه من عادة الاستفادة من كعكة المال العام.

وفي إطار حرب الفواتير المسربة بين الطرفين، توصلت “الصباح” بوثيقة عبارة عن تسليم معدات رياضية بقيمة 93 مليون سنتيم رست طلب عروضها على شركة، إذ شكك منتخبون في سلامة المساطر القانونية المتبعة لنيل مثل هذه الصفقات، كما طرحوا أسئلة عن الأنشطة الرياضية المزاولة في المنطقة، التي تتطلب معدات بهذه القيمة المالية الضخمة.

وشكك مقربون من الرئيس في صحة هذه الفاتورة، مؤكدين أن الأمر يتعلق بسند طلب بقيمة 14 مليون سنتيم فقط، بينما كذب ناشط جمعوي ذلك، مؤكدا أن سند طلب بهذه القيمة، استفادت منه “شركة”، جاء مباشرة بعد تمرير صفقة 93 مليونا، ما يسائل رئيس المقاطعة حسبه.

عن يومية الصباح