لأسباب جيو- سياسية براغماتية واشنطن تضغط على الجزائر لإعادة تطبيع علاقاتها مع الرباط

لاحظ عدد من المهتمين ان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اصبحت اكثر وعيا بمخاطر وتداعيات الحرب الصامتة بين المغرب والجزآئر ،وتداعياتها على المنطقة في ظل تسابق صيني روسي لمزاحمة وجود الولايات المتحدة بهذه المنطقة بعد ارتماء النظام الجزائري في احضان روسيا  مقابل دعم  هذ الاخير بإقامة كيان ارهابي على اراضيها ،وما يشكل ذلك علي الامن والسلم بهذه المنطقة ،

إضافة، لظهور عدة مؤشرات علي ان  الاوضاع بالوطن العربي تتجه نحو مزيد من التشرذم والانقسام ، واستفادة الحركات المتطرفة والجماعات الارهابية من هذا الوضع ، الامر الذي دفع الادارة الامريكية إعادة النظر في هذا الوضع وما يشكل من مخاطر علي مصالحها الجيو سياسية بالمنطقة العربية.

وفي هذا الاطار يجب وضع مضاعفة ضغوط الادارة الامريكية على النظام الجزائري قصد إقناعه بإعادة تطبيع علاقاته السياسية والدبلوماسية مع المغرب، التي قطعتها الجزائر، من جانب واحد، في غشت 2021.
وافادت مصادر دبلوماسية، حسب “مغرب-انتلجونس''، ان واشنطن أطلقت منذ شهور، مبادرة تهدف إلى تفادي منزلق خطير في العلاقات مع المغرب والجزائر ، واستفادة الجبهة الانفصالية البوليساريو من هذا المنزلق التي تريد تحويل هذه المنطقة لمنطقة مواجهات عسكرية لتصبح مرتعا للارهاب ،
في هذا الصدد ، أضافت بعض المصادر ان زيارة جوشوا هاريس، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، للجزائر لا تتعلق فقط بالتشاور حول حل لقضية الصحراء، بل أيضا بدعوة النظام الحاكم هناك إلى الكف عن سياسته العداءية ضد المغرب حسب موقع مغرب انتلجنسيا.
وحسب المصادر نفسها، فقد دخلت الادارة الامريكية في مفاوضات مباشرة سرية مع النظام الجزائري لاقناعه التصالح مع المغرب ، مع اعطاء واشنطن كل الضمانات للنظام الجزائري تتعلق بعدم المساس بامنه الوطني. بل ان الأمريكيين وعدوا القادة الجزائريين بأنهم لن يقبلوا  اي تحالف بين المغرب وإسرائيل او بين الإمارات العربية المتحدة يمكن أن يهدد الأمن والسيادة الترابية في الجزائر حسب موقع وقع مغرب انتلجنسيا.

ومقابل هذه الضمانات الأمريكية، تطلب واشنطن من النظام الجزائري الكف والتراجع عن سياسته العدوانية السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية ضد المغرب، وان لا تستمر في جعل قضية الصحراء كمبرر لمعاداة المملكة، ما دام ان القضية بين يدي الأمم المتحدة.
واشارت المصادر ذاتها، إلى أن الإدارة الأمريكية تراهن كثيرا على نجاح وساطتها بين الجزائر والرباط، لانه في مصلحة البلدين اولا ، وفي مصلحة الشعبين ثانيا ، وفي حماية المنطقة المغاربية من اي انزلاق مدمر للمنطقة ثالثا، لكون المنطقة العربية والشرق الاوسطية تعيش ظروفا استثنائية صعبة ، يخدم تسابق استراتيجي صيني روسي تركي وايراني للهيمنه على هذه المنطقة التي تعتبر تاريخيا انها تدخل في الامن الاستراتيجي  الامريكي.

لذى فزيارة جوشوا هاريس، مساعد وزير الخارجية الأمريكي،للجزائر وللمغرب لا تخرج عن الاستراتيجية الامريكية الجديدة للمنطقة التي يحاول النظام الجزائري تحويلها لمنطقة صراع دولي امريكي صيني روسي من خلال اترماء النظام الجزائري في احضان الروس وايران .

لذئ، فزيارة المبعوث الامريكي للجزائر لعا ابعاد استراتيجية جيو استراتيجية ترتبط بالحفاظ على المصالح الجيو سياسية والامنية  الامريكية بمنطقة حيوية اصبحت مستهدفة من طرف روسيا والصين وايران خصوصا في سياق دولي مأزوم بسبب الحرب الاسرائيلية على غزة ،تداعياتها على العالم العربي والشرق الاوسط والمنطقة المغاربية