تدخل قوي ورسائل عميقة لغيات في اجتماع المصادقة على منح الأطفال ضحايا الزلزال صفة مكفولي الامة
بلغة دقيقة ، وبمعرفة عميقة تدخل رئيس فريق التجمع الوطني للاحرار بمجلس النواب محمد غيات لوضع النقط على الحروف في موضوع استثنائي في سياق استثنائى،موضوع تمكن
فيه رئيس الفريق التجمعي تمرير رسالة يوّدُ المغاربة، ايصالها الى قواتنا المسلحة الملكية وعلى رأسها القائد العام جلالة الملك حفظه الله وصولا الى كل أفراد القواة ...
مضيفا، انه ربما لم تأت الفرصة المناسبة لكي نشكر فيها كل أفراد القُواة المسلحة الملكية على الدور الكبير الذي قاموا به في كل أيام الزلزال ... صراحة شعرنا بالفخر والاعتزاز ، ونحن
نرى الفعالية الكبيرة لهاته القوات في كل عمليات التدخل والإنقاذ والإغاثة وتخفيف ألم على الضحايا ...
لذلك، اغتنمت مناسبة هذا الاجتماع الذي قد يبدو انه ممارسة تشريعية عادية نقوم بها بشكل مستمر في هذا المؤسسة،لكي اشاطركم قضية أخرى اريد تقاسمها معكما ،
استخلصتها من الزلزال الاخير الذي ضرب المغرب. وكيف واجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده والشعب المعربي هذه الكارثة.
مفاد هذه القضية هي ان الشعوب والأمم العظيمة بالقدر الذي تمر فيه من لحظات تفوق وفخر وازدهار، هو القدر نفسه الذي تمرُّ فيه من الازمات والمحن والكوارث
خصوصا منها الكوارث الطبيعية.
كما أن الأمم والشعوب التي تعرف هذه الكوارث،تكبر وتتقوى وتزدهر عبر الإرادة السياسية القوية والروح المعنوية والعزيمة،وتحويل هذه الكوارث لانتصارات كما جاء في الخطاب الملكي
امام البرلمان ، عبر تقوية اواصر التلاحم بين قياداتها وشعوبها ، وتعزيز قيم التضامن والمواطنة الحقيقية.
اقول هذا الكلام ، بعد ان كانت بلادنا أمام تحدي حقيقي في زلزال الحوز والحمد لله خرجنا منه بنجاح باهر،وبشهادة واعتراف المنتظم الدولي.تحدي شارك فيها كل المغاربة، بدًأ من أب المغاربة جلالة الملك حفظه الله، وصولا الى تلك المرأة العجوز التي ساهمت بقنينة زيت. وبمشاعر تضامن قوية.
لذلك اشعر اليوم بالفخر ،نحن نعيش لحظة تاريخية تتجسد في المصادقة على القرار الملكي الذي يقضي بمنح الأطفال ضحايا الزلزال صفة مكفولي الامة، وبالتالي تمتيعهم بكل الحقوق
المدنية والمادية اسوة بالأطفال من أبناء شهدائنا من القواة المسلحة الملكية.
و قد يبدو هذا تشريع هادي ... لكن الحقيقة انه غير هادي بالمرة
انه تشريع تؤطره أربع خصائص لا تُخطئها عين الملاحظ الدقيق:
1 – من حيث المبدأ فلا أحد يتمنى وقوع الكوارث ...
ولا أحد يمتنى أن يرى الضحايا والجراحي والمنكوبين، لكن هُناك لحظات حقيقية تتحقق فيها الآية الكريمة التي تقول يُخرج الميت من الحي ... ففي لحظات زلزال الحوز رأينا صور ملحمية خرجت من رحم هذه معاناة هذه الامة، صور كلها تضامن وتراحم ... صور فعلا تقول ان المغرب حقيقية تضامنية ... ملكا وشعبا.
2 – في أغلب البلدان الكبرى تقع الكوارث وتتعامل معها الدول بمنطق الإنقاذ وإعادة اعمار، لكن لا أحد يتساءل عن مستقبل الانسان، وخصوصا الأطفال الذين فقدوا سندهم في الحياة، لكن جلالة الملك كان له رأيا اخر.. ومقف اخر.
جلالة الملك غيّر القاعدة، وقرر منح صفة مكُفولي الامة لهؤلاء ليؤكد ان المغربي ليس مجرد رقم في بطاقة التعريف الوطنية...
المغربي هو انسان قبل كل شيء ...
وإقرار منح الصفة الى غاية بلوغ الطفل عشرين سنة مع كل الامتيازات هو تكريس حقيقي للبعد الاجتماعي والإنساني في كل التدخلات العمومية.
المغربي انسان ينتمي الى أمة عريقة وعظيمة ...
امة تؤمن بقيم التضامن والتكافل ...
امة تنظر الى الضعيف قبل القوي ...
وهذ هي القيم التي مكنت من صمود الامة المغربية طيلة 12 قرن متصلة.
3 – القرار الملكي السريع بمنح صفة مكفولي الأطفال ينم عن حس ابوي عميق لدى جلالة الملك هذا الحس هو سر هذا الوطن، وهو الذي يمنح الثقة للمغاربة في الدولة في مؤسساتها،
هذا الحس، ليس قرارات إدارية ميكانيكية صادرة عن اعلى سلطة في البلاد، بل هو تطبيق عملي لروج الدولة الاجتماعية التي ارداها جلالة الملك كهوية ثابتة لهذه الحقبة من عهد الدولة المغربية.
ولا شك ان القرارات اليومية سواءا للحكومة او باقي مؤسسات الدولة لا تخرج عن هذه البوصلة.
4 – زلزال الحوز في اعتقادي سيكون لحظة مرجعية في تاريخ هذه الامة ... لحظة استخلصنا منها الدروس والعبر ... وعرفنا قوة الدولة المغربية التي كانت في موقع قوة يمنحها حق اخيار المساعدات.
لهذا يجب ان تبقى هذه الروح هي المؤطرة لكل ممارستنا سواء الشعبية او المؤسساتية خلال المستقبل.
لم يحد لنا الحق في الخطأ..
ولم يعد لنا مجال، لكي يشعر أي مغربي او مغربية انه ليس له حق في هذا الوطن ... او ليس له فرصة في العيش الكريم وضمان الأدمية والكرامة.
انه تلاحم استثنائى لملك ولشعب ، انه استثناء المعرب - الدولة ، والمغرب - الامة.