من المتوقع أن تنطلق، اليوم الثلاثاء، محاكمة تيري تورنر، أحد سكان مارتينديل بولاية تكساس، المتهم بقتل مهاجر مغربي أعزل في أكتوبر 2021.
وكشفت صحيفة "أوستن أمريكان ستيتسمان"على موقعها الإلكتروني أنه تم اختيار هيئة المحلفين يوم أمس الاثنين، بعدما وجهت إلى تورنر (67 سنة) تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى في فبراير 2022، ويواجه عقوبة السجن لمدة خمس سنوات إلى مدى الحياة في حالة إدانته.
وحظيت القضية بتغطية إعلامية واسعة النطاق في سنة2021، من وسائل إعلام مثل نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وإن بي آر، والغارديان، ويرجع ذلك أساسا إلى التفاصيل المثيرة للقلق المحيطة بوفاة دغوغي.
وسمح لتيرنر بالبقاء حرا لمدة 10 أيام بعد إطلاق النار، دون إصدار أمر بالقبض عليه حتى حظيت القضية باهتمام وسائل الإعلام الوطنية، مما أثار غضبا واسع النطاق واتهامات بالتحيز والمعاملة غير المتكافئة داخل نظام العدالة الجنائية.
وتم تحديد كفالة تيرنر، بمجرد إلقاء القبض عليه في النهاية، بمبلغ 150 ألف دولار، وهو أقل بكثير من مبلغ الكفالة المفروضة على أحد سكان مقاطعة كالدويل الآخرين الذين اعترفوا بقتل زوجهم في الشهر السابق.
كما أدى إطلاق سراح تورنر السريع من سجن مقاطعة كالدويل بعد أقل من ساعتين، دون أي شروط مرتبطة بكفالته، إلى زيادة الغضب العام.
ويمتد الظلم المحيط بهذه القضية إلى ما هو أبعد من هذه المسائل الإجرائية، وأعربت عائلة عادل دغوغي عن مخاوفها بشأن نزاهة إجراءات العدالة الجنائية ومعاملة سلطات إنفاذ القانون لهم، حيث أفادوا أن مكتب مساعدة الضحايا التابع لمكتب شرطة مقاطعة كالدويل لم يتصل بهم مطلقا، مما يتطلب منهم بدء الاتصال بحثا عن إجابات.
وكشفت صديقة دغوغي، سارة تود، أنه على الرغم من محاولاتها العديدة للتواصل مع المحققين، إلا أنها لم تتلق أي إجابات.
وقالت الأسرة إنها شعرت أنه كضحايا، كان ينبغي لسلطات إنفاذ القانون التواصل معهم.
وفي الوقت نفسه، طرح المحققون أسئلة شخصية حول الضحية، مثل عاداته في الشرب ومزاجه، الأمر الذي بدا غير حساس للعائلة المكلومة. كما حصلوا أيضا على أوامر قضائية للوصول إلى معلومات عادل على فيسبوك وغغجل، وعاملوه كمجرم وليس كضحية.
وقد تحدثت مجموعات المناصرة مثل Mano Amiga ضد الظلم في قضية عادل. وشددت ناتالي أفيندانو، منسقة الهجرة في مانو أميغا، على التناقض في مبالغ السندات بين تيرنر والأشخاص الملونين، داعية إلى محاكمة عادلة وعدالة لمجتمع المهاجرين.
وقال أفيندانو: "أطلق تيري تورنر النار على عادل وقتله، ومع ذلك حصل على مبلغ كفالة منخفض مقارنة بما يحصل عليه الأشخاص الملونون في كثير من الأحيان، مما أتاح له امتياز الارتباط في غضون ساعتين".
وتابع: "غالبا ما يخشى المهاجرون التحدث علنا ضد الجرائم التي يتعرضون لها بسبب الخوف من التعرض لمعاملة مماثلة لما تعرضت له عائلة دغوغي - كما لو كان عادل مجرما وليس ضحية"، مشددا على أنه "يجب أن نتضامن مع عائلة عادل لضمان محاكمة عادلة وأن العدالة لن تخذل مجتمعنا المهاجر مرة أخرى".
وتعود تفاصيل القضية إلى 11 أكتوبر 2021، حين أصيب الدغوغي، وهو مغربي حصل على درجة الماجستير في التحليل المالي من جامعة جونسون أند ويلز بعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأميركية سنة 2013، (أصيب) بطلق ناري أثناء جلوسه في سيارته في بلدة مارتنديل الواقعة على بعد نحو 64 كيلومترا من مدينة أوستن، عاصمة الولاية.
ووفقا لتقرير الشرطة، أصيب الدغوغي بطلق ناري بينما كان يتراجع عن الممر المحاذي لمنزل مطلق النار حوالي الساعة 3:40 صباحا، وأن مطلق النار اتصل بخط الطوارئ 911 وأخبر الشرطة أن سائق السيارة صوب مسدسا تجاهه، لكن المحققين قالوا إنهم لم يعثروا على أي سلاح ناري في سيارة الشاب المغربي.