على الرغم من التطمينات التي يعلنها قادة التحالف الحكومي، بأن الأمور على ما يرام وأن التنسيق بين أحزابه يجري في ظروف عادية، لا يكاد يمر أسبوع دون أن تخرج أخبار الاجتماعات المغلقة لتثير علامات استفهام وتفضح "الحرب الباردة" بين مكونات الأغلبية.
وفي هذا الصدد أوردت جريدة "الصباح" أن عبد اللطيف وهبي، أمين عام الأصالة والمعاصرة، أجرى تغييرات طارئة على خطة "اللعب" داخل البرلمان، إذ أوصى الحاضرين في اجتماع المكتب السياسي مع أعضاء الفريقين البرلمانيين بممارسة المعارضة من الداخل، بذريعة وقف نزيف التنازلات التي تحولت إلى خسارة سياسية لحزبه.
وحسب المصدر ذاته فقد حذر أمين عام "البام"، في الاجتماع الذي ترأسه بعيد افتتاح السنة التشريعية الحالية من قبل جلالة الملك، من مغبة الاستمرار في التضحية برصيد الحزب، من أجل تماسك وانسجام الأغلبية على امتداد سنتين من عمر الحكومة، في إشارة إلى أن الأصالة والمعاصرة يؤدي ثمن تماسك التحالف وحيدا، ويجازى على ذلك بنيران صديقة ضد قيادته، صادرة عن محسوبين على الحزبين الحليفين.
وفيما يشبه اعترافا ضمنيا بأزمة صامتة داخل تحالف أحزاب الأغلبية، شدد حزب الأصالة والمعاصرة، في بلاغ سابق لمكتبه السياسي، على ضرورة احترام أهداف ومبادئ ميثاق الأغلبية الرامي لتعزيز تماسك الأغلبية وتوفير الظروف المثلى لتكامل وانسجام مختلف مكوناتها.
وطالب "البام" فريقيه بالبرلمان بالاستمرار في جعل الحزب الخيط الناظم لعمل الأغلبية بوضوح وانسجام تام، عبر دعمها الكامل داخل مؤسستي البرلمان والتصويت لفائدة مشاريعها؛ مع ضمان ممارسة الحق في الاختلاف، وممارسة الأدوار الدستورية كاملة، في إطار الاحترام التام لأخلاق الحوار الدستوري والسياسي الرصين، عبر الممارسات المؤسسة لتخليق الحياة السياسية العامة والمكرسة لثقة المواطن في العمل السياسي.
وأكد المصدر ذاته، أن الظرفية التي تمر منها بلادنا تتطلب الجرأة والمسؤولية الكاملة في مقاربتها، و"التحلي بروح وطنية تسمو على الحسابات والمكاسب السياسية الضيقة،" على حد تعبير البلاغ.