مهنية الإعلام بين زلزال مراكش المغربية وسيول درنة الليبية

قال الإعلامي الأردني، خالد القضاة، أن الإعلام المغربي هب لنجدة سكان ضواحي مراكش، وكان يعرف ماذا يقول وكيف يصف الأحداث ويوثقها، وأبدع في رسم الخرائط ووصف تضاريس المنطقة وحدد الاحتياجات ورسم بدقة السيناريوهات المتوقعة.

وتسائل الإعلامي الأردني ما الذي حدث حتى تنبه العالم مبكرا لنجدة الأشقاء في المغرب وتأخر بمد يد العون للأشقاء الليبيين، على الرغم من أن الفارق الزمني بين زلزال مراكش المدمر وسيول درنة الجارفة كان متقاربا.

وأضاف في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أن المهنية الصحفية للمغاربة أوصلت رسالة لكل العالم بأسرع وقت بفضل تحول كل مكونات الإعلام المغربي إلى " #اعلام_دولة" همه محاصرة نتائج الزلزال وتخفيف من آثاره وتقديم العون بكافة اشكاله، فهب المغربيون والعرب والعالم لمساندة المحاصرين والمتضررين استجابة لما نشرته وسائل الإعلام المحلية المغربية والعربية والدولية، فقد أمنت بهم دولتهم وترجمت إيمانها بتأمين تنقلهم بطائرات عسكرية برفقة قوات الانقاذ والمساندة.

وأضاف أن المغرب دولة مستقرة وتعتمد على تجاوز ازماتها بمؤسساتها العميقة الراسخة وعلى رأسها المؤسسات الإعلامية.

وفي سياق متصل، أردف أن مأساة درنة الليبية والتي مُسحت أجزاء كبيرة منها عن الأرض نتيجة إعصار  البحر الأبيض المتوسط، فقد كانت استجابة العالم بطيئة جدا ولم "ترتقي" لمستوى الحدث الذي بلغ عدد الضحايا فيه أضعاف زالزال مراكش.

وشدد على أن هذه الاستجابة العالمية المتأخرة لم تكن بخلا من العالم ولا نتيجة لمواقف سياسية، بل كان نتيجة لغياب إعلام يصف الأحداث بدقة وعدم امتلاك صحفييه للمهنية الخاصة بالأزمات، والاستجابة لها لغرقه بالانقسامات الداخلية وهجرة كفاءاته أو إقصائها.

وخلص إلى أن المؤسسات الإعلامية والصحفيون المهنيون يحدثون الفرق، مخاطبا الأنظمة بالقول إن:" كنتم تقلقون من كلف استقلالية المؤسسات الإعلامية ومهنية الصحفيين فتذكروا كلف غيابها وغياب مهنية الصحفيين المحليين والمراسلين للمؤسسات الاعلامية الدولية، فهم أول من يدخلون ساحات المواجهة وآخر من يخرجون منها، ولنا بين مراكش ودرنة خير دليل.."


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.