‬تفويت‭ ‬نحو‭ ‬33‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬وظيفية يثير الجدل..وفتاح العلوي تحمل المسؤولية “للكبار”

حملت‭ ‬نادية‭ ‬فتاح‭ ‬العلوي،‭ ‬وزيرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬مسؤولية‭ ‬تعثر‭ ‬تفويت‭ ‬نحو‭ ‬33‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬وظيفية‭ ‬لقاطنيها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭.‬

واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬يومية الصباح،‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬المساكن‭ ‬الوظيفية‭ ‬حاليا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬33‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬فردية‭ ‬وشقق‭ ‬بالعمارات،‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬موظفو‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الوزارية‭. ‬وكانت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬46‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تفويت‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬قاطنيها‭ ‬منذ‭ ‬1963،‭ ‬تاريخ‭ ‬صدور‭ ‬أول‭ ‬نص‭ ‬يرخص‭ ‬بالتفويت‭.‬

ودخلت‭ ‬النقابة‭ ‬المحسوبة‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬المستشارين‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬فضائح‭ “‬المساكن‭ ‬الوظيفية‭”‬،‭ ‬التي‭ ‬مازلت‭ “‬محتلة‭” ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مديرين‭ ‬ومسؤولين‭ ‬كبار،‭ ‬اشتغلوا‭ ‬في‭ ‬وزارات‭ ‬حكومية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وأحيلوا‭ ‬على‭ ‬التقاعد،‭ ‬ويملكون‭ ‬مساكن‭ ‬أخرى‭ ‬محفظة‭ ‬بأسمائهم،‭ ‬ودعت‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬خالد‭ ‬السطي،‭ ‬المستشار‭ ‬البرلماني،‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬عملية‭ ‬التفويت‭ ‬تفعيلا‭ ‬لمنشور‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬2020‭.‬

واعتبر‭ ‬السطي‭ ‬في‭ ‬سؤال‭ ‬كتابي‭ ‬وجهه‭ ‬إلى‭ ‬نادية‭ ‬فتاح،‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية،‭ ‬اشتراط‭ ‬وزارتها‭ “‬الموافقة‭ ‬القبلية‭ ‬للقطاعات‭ ‬المعنية‭ ‬بتلك‭ ‬المساكن،‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬بعض‭ ‬قاطنيها‭ ‬بسبب‭ ‬ظروفهم‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬خصوصا‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بعيدة‭ ‬ونائية‭ ‬عن‭ ‬المركز‭”. ‬

وأقرت‭ ‬الوزيرة‭ ‬العلوي،‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ “‬تعثر‭ ‬عملية‭ ‬التفويت،‭ ‬محملة‭ ‬مسؤولية‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬الوزارية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬عدد‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬وتحيين‭ ‬لائحة‭ ‬المساكن‭ ‬الوظيفية‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للبيع‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬لتمكين‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬التفويت‭”. ‬

وبدأت‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المساكن‭ ‬الوظيفية‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬وزاري‭ ‬صادر‭ ‬في‭ ‬1951‭ ‬بمثابة‭ ‬النظام‭ ‬الخاص‭ ‬بالموظفين‭ ‬المسكنين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬الذين‭ ‬تفرض‭ ‬عليهم‭ ‬الدولة‭ ‬أداء‭ ‬وجيبة‭ ‬كرائية‭ ‬رمزية‭ ‬شهرية‭ ‬يبلغ‭ ‬متوسطها‭ ‬68‭ ‬درهما‭.‬

وعرف‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬لهذه‭ ‬العملية‭ ‬تعديلات،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬المرسوم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬1987،‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬عملية‭ ‬التفويت‭ ‬لتشمل‭ ‬الشقق‭ ‬بالعمارات،‭ ‬وفي‭ ‬1999‭ ‬و2002‭ ‬تم‭ ‬تعديله‭ ‬لتسريع‭ ‬عملية‭ ‬البيع،‭ ‬وتوفير‭ ‬مداخيل‭ ‬مالية‭ ‬مباشرة‭ ‬للخزينة‭.‬

ودخل‭ ‬فريق‭ ‬التقدم‭ ‬والاشتراكية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬ملف‭ ‬احتلال‭ ‬السكن‭ ‬الوظيفي،‭ ‬التابع‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المديريات‭ ‬الإقليمية‭ ‬لقطاع‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭.‬

ووجه‭ ‬نائب‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬الفريق‭ ‬ذاته،‭ ‬سؤالا‭ ‬كتابيا‭ ‬إلى‭ ‬شكيب‭ ‬بنموسى،‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والتعليم‭ ‬الأولي‭ ‬والرياضة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يعتري‭ ‬تدبير‭ ‬السكن‭ ‬الوظيفي‭ ‬التابع‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المديريات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬المديرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬لعمالة‭ ‬مقاطعة‭ ‬الحي‭ ‬الحسني،‭ ‬من‭ “‬اختلالات‭ ‬كبيرة‭ ‬وإشكاليات‭ ‬مستعصية‭”.‬

وتتجسد‭ ‬الاختلالات،‭ ‬تحديدا،‭ ‬في‭ ‬امتناع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستفيدين،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬مديرون‭ ‬سابقون‭ ‬متقاعدون،‭ ‬عن‭ ‬إخلاء‭ ‬السكن‭ ‬الوظيفي‭ ‬الذي‭ ‬خصص‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬سابقة‭ ‬لمناسبة‭ ‬مزاولتهم‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬ومهامهم‭ ‬الوظيفية،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬رجال‭ ‬السلطة‭ ‬بمختلف‭ ‬درجاتهم‭.‬

ويفضي‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬احتلال‭ ‬السكن‭ ‬الوظيفي،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬السابقين،‭ ‬لسنوات،‭ ‬مع‭ ‬الاستفادة‭ ‬المجانية‭ ‬وغير‭ ‬المشروعة‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء،‭ ‬وكشف‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬يتوفرون‭ ‬على‭ ‬سكنهم‭ ‬الخاص‭.‬

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *