جهود متواصلة لعقد "قمة النقب" في المغرب وأمريكا تعارض الموقع المختار بسبب "الجدل الدبلوماسي"
بعدما تم تأجيلها في وقت سابق من العام الجاري، توقعت وسائل إعلام إسرائلية أن تثمر الجهود المتواصلة عن عقد "قمة النقب" في المغرب نهاية شهر يونيو المقبل.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، أنه "كان من المفترض أن يعقد المؤتمر، الذي سيحضره وزراء خارجية بعض الدول العربية، في وقت سابق من هذا العام، لكن تم تأجيله بسبب التوترات الأمنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وذكرت الصحيفة، أن "تل أبيب سعت في الأشهر الأخيرة مع واشنطن إلى توسعة المشاركة وإضافة دولة أفريقية ذات أغلبية مسلمة لا تقيم علاقات مع إسرائيل".
وتوقعت أن "يجتمع وزراء خارجية مصر والإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة، نهاية الشهر المقبل في المغرب لحضور الاجتماع الثاني لـ"منتدى النقب"، الذي تأسس العام الماضي".
وزعم مسؤولون إسرائيليون، في تصريح لصحيفة "هآرتس"، أنه تم إرجاء الاجتماع في وقت مبكر هذا العام، بسبب التوترات الأمنية في الأراضي المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن من أسباب تأجيل القمة المذكورة أداء الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمينية، وعودة نتنياهو إلى السلطة، فضلا عن التوترات المتزايدة بين إسرائيل وفلسطين.
وقالت الصحيفة نفسها أن سببا آخر ساهم في تأجيل قمة النقب الثانية وهو الخلاف بين الولايات المتحدة والمغرب حول مكان انعقاد المؤتمر، مشيرة إلى أن إرادة المغرب أن يجتمع وزراء الخارجية المشاركون بالقمة في الصحراء المغربية، بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية، في حين أن إدارة بايدن عارضت الموقع المختار وأصرت على أن يكون الاجتماع في منطقة غير مثيرة للجدل دبلوماسيا.
ولم يصدر عن المغرب أو أمريكا ما يؤكد وجود خلاف حول مكان انعقاد القمة، حيث جمع وزيري خارجية المغرب ناصر بوريطة وأمريكا أنطوني بلينكن، بالإشارة خلال الاتصال الإفريقي إلى “أهمية” هاته القمة، دون الحديث عن موعدها أو عن تفاصيل إضافية.
وتشير العديد من المؤشرات إلى أن الموقف الإسرائيلي من الصحراء المغربية يجعل الرباط تتحفظ بشأن التقدم في إجراء القمة وكذا في التفعيل الكامل لاتفاقية التطبيع بين البلدين، ذلك أن الوفود المغربية إلى إسرائيل لم تشمل مسؤولين مهمين، باستثناء المسؤولين العسكريين، في تأكيد على أن المغرب يطلب مزيدا من الوضوح من طرف إسرائيل.
وسبق للمغرب أن أدان بشدة الهجمات الأخيرة لإسرائيل على قطاع غزة، إضافة إلى إدانته الاقتحام الأخير لمسيرة الأعلام الإسرائيلية للمسجد الأقصى.
وتصاعدت حدة الانتهاكات الإسرائيلية في مختلفة المناطق الفلسطينية المحتلة وشملت؛ القدس، والضفة الغربية والداخل المحتل، وأيضا قطاع غزة الذي شن عليه الاحتلال مؤخرا عدوانا عسكريا، أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 190 آخرين بجروح مختلفة، إضافة إلى تدمير العديد من المنازل والشقق السكنية.
وعقدت القمة الأولى يوم الأحد 27 مارس 2022، بمشاركة كل من الولايات المتحدة و4 دول عربية مطبعة مع الاحتلال، وهي: مصر، والإمارات، والمغرب والبحرين، إضافة إلى دولة الاحتلال.
وسبق أن نددت فصائل فلسطينية بـ"قمة النقب" المحتل التي تخدم الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أنها "قمة محور الشر الذي تتزعمه الولايات المتحدة".