النعم ميارة يصحح سوء الفهم الكبير لتصريحه حول ارتفاع الأسعار بقلعة السراغنة

أحدث تصريح النعم ميارة الشهير بقلعة السراغنة حول ارتفاع الأسعار ومسؤولية الحكومة في تخفيضها، زلزالا سياسيا كبيرا، وتم قراءته قراءات متعددة ، وتم تأويله تأويلات مختلفة، وتم الهجوم عليه متهمين إياه بأنه خرق للدستور،ولأن تصريحه لا يليق برئيس مؤسسة دستورية وبأنه تمرد لميثاق الأغلبية الحكومية، وبأنه مناورة لإخراج حزب الإستقلال من الحكومة، ومنهم من قال أن الميارة يهدف من هجومه على الحكومة في هذا الوقت بالذات الضغط ليعاد انتخابه رئيسا لمجلس المستشارين في المستقبل، ومنهم من قال أنه يناور لإحراج نزار بركة وإضعافه أمام مناضلي حزب الإستقلال والرأي العام، وإظهار نفسه بأنه هو الأجدر لقادة حزب علال الفاسي في المؤتمر المقبل.

وأثناء الهجوم على النعم ميارة وتأويل تصريحه حول ارتفاع الأسعار، التزم الصمت، وانتظر استضافته في لقاء نظمته منظمة المرأة الإستقلالية الجمعة 7 أبريل الجاري، بالرباط، ليضع النقط على الحروف، وليؤكد رئيس مجلس المستشارين وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال المشارك في الحكومة، أن: “تصريحاته الأخيرة حول “ارتفاع الأسعار ومسؤولية الحكومة في تخفيضها” كانت في إطار اجتماع نقابي، ومن الطبيعي التحدث عن ذلك مع إخواني النقابيين في الإتحاد العام للشغالين بالمغرب عن الأوضاع الإقتصادية للمواطن المغربي”.

وأضاف أمام النساء الإستقلاليات أنه: “أمر طبيعي أن يتحدث الإتحاد العام للشغالين عن معاناة المواطنين وليس هناك أي ضرر للحكومة في ذلك”، مشددا على أن “حزب الإستقلال ضمن المنظومة الحكومية وهو حزب فاعل داخلها وسيظل في الحكومة”.

وأفاد ميارة الكاتب العام لنقابة الإتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى أن: “نقابة الحزب كانت في عهد الوزير الأول الأسبق الأستاذ عباس الفاسي تبدي مواقفها من الحكومة التي كان يرأسها وتقوم بإيصال هموم المواطنين والشغيلة في إطار المسؤولية النقابية والإحترام”.

وشدد النعم ميارة على أن ” الإتحاد العام للشغالين بالمغرب الدراع النقابي لحزب الإستقلال يدعم حكومة عزيز أخنوش ويدعم توجهاتها وخير دليل على ذلك أن النقابة وقعت مع الحكومة على الميثاق الإجتماعي وتساهم في تنزيل مخرجاته”.

وتابع ميارة قائلا “الإتحاد العام للشغالين يدعم الحكومة وكنا واضحين مع رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، وقلنا له أنذاك خلال التوقيع على الميثاق إذا قمت بأمور جيدة للمغاربة سندعمك وإذا كانت الأمور غير واضحة فسننبه الحكومة”.

كما حمل ميارة “مسؤولية ارتفاع الأسعار للمضاربين والسماسرة الذين يتسببون في ارتفاع أسعار المواد الإستهلاكية”، داعيا “البرلمان بغرفتيه إلى سن آليات وقوانين زجرية للضرب من حديد على يد المضاربين”.

وشدد رئيس مجلس المستشارين على أن “الحكومة تقوم بمجهودات كبيرة في موضوع خفض الأسعار، وما ينقص ربما في هذه المرحلة هو التواصل”.

وبحسه السياسي المرهف ، وذكائه الصحراوي الثاقب، وضع الميارة النقط على الحروف، وأكد أن تصريحه القاسي حول ارتفاع الأسعار جاء لخدمة الحكومة وليس العكس، لكي لا يترك للمتربصين بالحكومة وبالوطن الساحة فارغة ليتلاعبوا بالرأي العام وحدهم، إضافة الى أنه تمكن من امتصاص غضب نقابته التي كانت تدعوه للخروج للشارع ومغادرة الائتلاف الحكومي دفاعا عن الطبقة الشغيلة والطبقة الفقيرة التي شعرت باليتم بعد تخلي الحكومة والأحزاب والنقابات عنها في ظروف قاسية اجتماعيا واقتصاديا.

إن تصريح الميارة القاسي على الحكومة بسبب الغلاء كان مناورة سياسية بحس نقابي لإيصال صوت نقابة تابعة لحزب شريك في حكومة أخنوش لامتصاص الغضب الشعبي وليس لتأجيجه ضد الحكومة كما اعتقد البعض، بعد أن اختارت الحكومة والأحزاب والنقابات التابعة للحكومة الصمت لتترك الساحة للمعارضة وأعداء الوطن والمتربصين بحكومة أخنوش يجولون ويصولون وحدهم أمام صمت رهيب للحكومة وللأحزاب المشكلة لها... إنها ممارسة السياسة الكبرى بالحس النقابي المرهف.
وبهذا اكد النعم ميارة بان دعمه للحكومة مبدأ ثابت ، لكنه يختلف معها في كيفية التدبير والتواصل لازمة غلاء المعيشة ، وهذا حق مشروع لنقابي جاء تصريحه امام نقابة وفي سياق نقابي.