هل سيستطيع كريستوف لوكورتييه “رجل الأعمال” تذويب “جليد العلاقات الفرنسية المغربية”؟

في عز الأزمة المغربية الفرنسية، والتي فاقمها قرار باريس تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة، يستعد قصر الإليزيه لتعيين سفير جديد في الرباط، بدلا عن هيلين لوغال، بحسب ما نقله موقع “أفريكا أنتيليجنس”.

وبحسب ذات المصدر فقد وقع الاختيار على كريستوف لوكورتييه ، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة Business France. علما أن “منصب سفير في الرباط، الذي وعد به، شاغر منذ عدة أشهر، وهو منصب رئيسي لضخ دماء جديدة في العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين فرنسا والمغرب”.

وبحسب المصدر ذاته فقد تم تعيين كريستوف لوكورتييه يوم 23 نونبر، من قبل مجلس للوزراء، وينتظر موافقة المغرب. وخلال هذا الأسبوع تم الإعلان عن زيارة منتظرة لإيمانويل ماكرون إلى المغرب في يناير المقبل، على أن تزور وزيرة الخارجية كاثرين كولونا الرباط خلال شهر دجنبر، للتحضير للزيارة.

وفي انتظار تأكيد من الرباط لما يعتبر “مؤشرات” على قرب عودة الدفء إلى علاقات البلدين، أكدت السفارة الفرنسية بالمغرب، في تصريح اعلامي، ضمنيا، خبر الموافقة الفرنسية على تعيين لوكورتييه سفيرا جديدا لدى الرباط خلفا لهيلين لوغال التي تركت منصبها في شتنبر الماضي.

وكانت مصادر إعلامية فرنسية قد تداولت الموضوع بشكل “شبه مؤكد” خلال اليومين الماضيين، كاشفة أنه “تم فعليا إطلاق ومباشرة مسطرة عملية ومسار تعيين السفير الفرنسي المرتقب، ولم يتبق سوى استكمال بعض الإجراءات الملزمة دبلوماسيا لاعتماده من خلال موافقة السلطات المغربية بالرباط قصد إضفاء الطابع الرسمي على تعيينه من قبل مجلس الوزراء في فرنسا يوم 23 نونبر الماضي”، كما أورد ذلك موقع “أفريكا إنتليجنس”.

مصادر الإعلامية ذاتها ذهبت إلى حد وصف “السفير الفرنسي المرتقب” بأنه “شخصية مقرّبة من دائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”، الذي تمتد ولايته الثانية إلى 2027، في وقت تعوّل فيه باريس على أن يساهم تعيينه في إعادة إحياء التعاون الاقتصادي بين المغرب وفرنسا، لاسيما الشق المتعلق بالاستثمارات الفرنسية في المغرب، وكذا “في مجال التكنولوجيا والطاقات المتجددة”، نظرا لخبرته المهنية الطويلة في هذه المجالات.

ومعروف عن لوكورتييه إعادة تنشيطه للمصالح الاقتصادية الفرنسية في القارة الإفريقية تحت قيادته في فروع الشركات التي يرأس مجالسها الإدارية والتنفيذية، كما أن الاقتصادي ذاته، البالغ من العمر 60 عاما، هو ابن سفير فرنسي يدعى فيليب لوكورتييه.

وهو خريج المدرسة العليا (ENS) في سان كلاود، ومعهد الدراسات السياسية في باريس، فضلا عن المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا (ENA). كما سبق له أن اشتغل ضمن إدارة مكتب كريستين لاغارد، ثم مكتب وزيرة المالية.

وكان هذا المسؤول السابق في المديرية العامة للخزينة الفرنسية، الذي يتمتع بمسار اقتصادي قوي، سفيرا لبلاده لدى كل من صربيا وأستراليا.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *