المغاربة وثقافة التبرع بالدم

تبرع أخي بقطرة دم، من الله تغنم جزيل النعم.
للدم أهمية كبيرة في إنقاذ حياة الاف الاشخاص الذين يكونون في أمسّ الحاجة لنقل الدم، وخصوصا أولئك المصابين بالأمراض الخبيثة أو المستعصية؛ كحالات فقر الدم الشديدة (الأنيميا) وأمراض الدم الخطيرة التي تسبب تكسر كريات الدم الحمراء مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية.

والدم المتبرع به هام جدأ لإنقاذ حياة العديد من المرضى الذين يفقدون كميات كبيرة من الدم اثناء العمليات الجراحية الكبرى أوالذين تعرضوا لحوادث فقدوا على إثرها كمية كبيرة من السائل الحيوي.

أنواع فصائل الدم:
ينقسم الدم الى فصائل هي:   Aو O و BوAB ويؤكد الدكتور عبد الهادي اليعقوبي أن جميع هذه الفصائل مطلوبة، لأن لكل شخص فصيلة خاصة به لذلك يجب ان تتوفر جميع الفصائل من أجل الاستعداد لحالات الطوارئ، وأضاف: "يوجد في البنك كميات متوفرة من الوحدات الجاهزة لن تسلم في حالات الطوارئ والحالات المبرمجة لأن البنك يعمل على تحديد الاحتياجات اليومية وتتابعها وتخطط لها، مشيرا الى ان "هناك مستوى محدد لا يجب ان تقل عنه وحدات الدم في بنوك الدم، ويعتمد هذا المستوى على معادلة ودراسة بحيث يؤخذ بعين الاعتبار عدد اسرّة المستشفيات وعدد مرضى الطوارئ وكذلك الخبرة التي اكتسبناها خلال الاعوام السابقة. حيث تبين لنا النسب التي يجب ان تتوفر فيه وحدات الدم في بنوك الدم.

أسباب العزوف:

أهم أسباب الإمتناع عن التبرع بالدم عند المغاربة كثيرة ومن أهمها:

الخوف من الأمراض، والخوف من تبعات تحاقن الدم من قبيل الإعتقاد بعدم احترام قواعد النظافة في المستشفيات (أخذ الدم من جميع المتبرعين بنفس الحقنة) وهو  احتمال غير وارد بتاتا لأن كل الأدوات معقمة،  والإبرتستعمل بشكل فردي.
هناك أيضا عدم ثقة المواطن في مؤسسات الدولة.

نسبة الدم المخزن في بنك  الدم:

لا يتوفر البنك الوطني للدم بالمغرب حاليا سوى على 5200 كيس من الدم، يضم الكيس الواحد 250 مليلترا، وهو مخزون لا يكفي حيث عرف  مخزون الدم بـ"مراكز تحاقن الدم" انخفاضا كبيرا وتسبب في نقص حاد في احتياطي هذه المادة الحيوية.

ويتوفر المغرب على 16 مركزا جهويا لتحاقن الدم، هذه المراكز لا تتوفر على مخزون الدم، وهو ماكشف عنه مدير مركز تحاقن الدم. إذ لم يتعدى  عدد المتبرعين بالدم السنة الماضية 308 ألف متبرع، وهي نسبة ضعيفة لا تتجاوز 0,96 في المائة سنويا، بينما توصي  المنظمة العالمية للصحة بضرورة بلوغ نسبة التبرع  3 في المائة.

أهمية وفوائد التبرع بالدم:

التبرع بالدم له فوائد عديدة ليس فقط لمن يحتاجون للدم، ولكن أيضا للمتبرعين. إذ أشارت العديد من الدراسات الحديثة إلى ذلك.

وفي هذا الصدد يوضح الدكتور عبد الهادي اليعقوبي ،دكتور اخصائي في مرض السكري، أن التبرع بالدم له فوائد عديدة لجسم الإنسان، ولكن يجب على   المتبرع  أن يتأكد انه لا يعانى من أي مشاكل صحية  كالإصابة بالفيروسات، خاصة الفيروسات الكبدية، أو الضغط أو الأنيميا. كما يجب التأكد  من عدم وجود مشكلات فى الكلى والكبد والسكر. لذا يؤكد الدكتورعبد الهادي على ضرورة عمل تحاليل كامة وفحص كلي للجسم قبل التفكير فى التبرع بالدم.
وفوائد التبرع بالدم للأصحاء عديدة؛ حيث يساعد ذلك على تنشيط الدورة الدموية.

وقد أكد الدكتور اليعقوبي أن كرات الدم الحمراء تتغير فى جسم الإنسان كل 3 أشهر، وعندما يتبرع الإنسان بالدم فإن ذلك يساعد على زيادة نشاط النخاع الذي يفرز العديد من كرات الدم الحمراء وبصورة أسرع.

وللاشارة  فان التبرع بالدم  يساعد على تحسين وظائف الجسم الحيوية بشكل عام، ناهيك  على  أن الشخص المتبرع يتم الكشف عليه بشكل كامل؛ حيث  تفحص عينته ويتم تحليلها بشكل دقيق  قبل توجيهها للمرضى. وهي عملية تمكن المتبرع كذلك  من  معرفة حالته الصحية بشكل كامل.