"إرحل أخنوش"..إحتجاج ناعم أم إحياء لكابوس المقاطعة في وجه رئيس الحكومة

أطلق ناشطون حملة على مواقع التواصل الإجتماعي للمطالبة برحيل رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، وبخفض أسعار المحروقات، التي تشهد إرتفاعاً غير مسبوق منذ أشهر إنعكس سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين، الذين تضرّروا بفعل غلاء أسعار عدد من المواد الإستهلاكية.

وتصدر وسم #7dh_Gazoil (يطالب بخفض سعر الغازوال إلى 7 دراهم)، و#8dh_Essence (يطالب بخفض سعر البنزين إلى 8 دراهم)، و#Dégage_Akhannouch (أخنوش  إرحل) قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في المغرب بما يقارب مليون مشاركة حتّى مساء اليوم الجمعة، وذلك في ظل غضب وإستياء شعبيين من إرتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات غير مسبوقة، رغم الإنخفاض الذي تعيشه الأسواق الدولية حالياً.

في هذا السياق قال خالد البكاري، الفاعل الحقوقي والسياسي، عن طريق تدوينة له عبر حسابه الخاص بمنصة ”فايسبوك” قائلا: ”البعض إستصغر هذه المبادرة المواطنة الإفتراضية، لأسباب مختلفة”.

وأشار المتحدث، إلى أن ”هناك من إعتبر أن رحيل أو بقاء اخنوش لن يغير من الأمر شيئا، لأنه فقط واجهة كما السابقين له، هناك من لا يرى جدوى من الهاشتاغات، وأن الحل في الشارع، وهناك من لا يرى أخنوش مسؤولا من الأصل، هذه الدفوعات لها مبرراتها ومنطقها ومعقوليتها”.

 

وتساءل خالد البكاري، قائلا: ”ما الضرر في المطالبة برحيل أخنوش، سواء إعتبرناه مسؤولا أو واجهة ؟ ما الضرر في “طلب اللجوء” للإفتراضي أمام إستعصاء “الشارع”؟”.

وإعتبر الفاعل الحقوقي البكاري، أنه من الجميل رفع شعار ”الشارع هو الحل”، إلا أنه تساءل كالتالي ”هل نمتلك أدوات هذا الحل؟ هل هناك قوى إجتماعية أو سياسية قادرة على التعبئة والتأطير حاليا؟ وكيف ستتم أجرأة هذا الحل؟ وهل هذه الهاشتاغات تشكل عرقلة لمن يريد النزول للشارع؟”.

 

وأوضح خالد البكاري أنه لا يتفق مع من يعتبر رئيس الحكومة أخنوش واجهة فقط، لقوله ”فأخنوش بثروته الهائلة وعلاقاته ونفوذه ليس “باراشوكا” فقط مثل العثماني وبنكيران والفاسي ،، إنه واحد من التجليات القوية لزواج السلطة والمال والنفوذ، وإن سلمنا بالمسؤولية الكبرى لرئيس الدولة”.

وواصل المتحدث معلقا، ”شخصيا، بدل الإنتظارية، وبدل أن نمارس أستاذية على حركة المواطنين/ات مهما بدت بسيطة، وبدل رفع شعارات كبرى لا أثر لها حاليا في حركة الشارع (في البيضاء مثلا كان يخرج بضع مئات في أحسن الأحوال للإحتجاج، وتم على مدى 10 سنوات إعتقال أغلب وجوه تلك الإحتجاجات بتهم مختلفة، رغم أن تلك الإحتجاجات كانت معزولة جماهيريا”.

وإستطرد البكاري قائلا: ”بدل كل ذلك، إدعم أي حركة ولو بدت بسيطة، ومتواضعة في سقفها، وخصوصا في هذه الظرفية المحكومة بسيادة التفاهة في الإفتراضي واللامبالاة في الشارع”.

وخص تدوينته بمثال مغربي شعبي، جاء فيه ‘”قطرة قطرة، يحمل الواد”، مضيفا، و”سيروا سير ضعفائكم”، وما لا يدرك كله، لا يترك جله”.

وختم تدوينته قائلا: ”في هذه الظروف، مثل هذه الحركة الرمزية (الهاشتاغات) هي مساهمة في تكسير جدار الصمت، بغض النظر عن نتائجها المحتملة. ولا أعتقد ،ن المنخرطين فيها ينتظرون تغييرا كبيرا، المهم أنها تزعج، والأهم أن الناس تعبر حسب قدراتها وتقديراتها”.