بنعبد الله ...سلطة المال اخترقت المشهد السياسي والإعلامي و"الجرأة" كانت الضحية

قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ان المغرب بحاجة الى جرأة في طرح الأعطاب التي طالت الحقل السياسي والاعلامي.

وأضاف بنعبد الله خلال اللقاء الذي نظمه الحزب حول موضوع الإعلام والبناء الديموقراطي، بأن الإعلام والديموقراطية و في فترات أساسية من تاريخ البلاد كانا يعملان معا في اتجاه توسيع الفضاء الديموقراطي، وتكريس الحقوق والحريات، قائلا "لقد مررنا بظروف حالكة سواء في الحقل الإعلامي أو السياسي، وهناك من أدى الثمن..".

وأضاف بنعبد الله  "لقد عشنا فترات سعيدة تعود لنهاية الألفية بعد مناظرة 1993 و الإجراءات التي إتخذت، ولو أنها كانت محتشمة، هذا بالإضافة للمساعي التي قامت بها حكومة التناوب الديموقراطي، وأيضا حكومة جطو".

وتابع ذات المسؤول الحزبي "عندما كانت الأوضاع تساعد، حققنا معا الأهداف المشتركة، وشهدنا رجة إيجابية، ومنها الدعم، والاتفاقية الجماعية، كما شهدنا الانفتاح على إذاعات وقنوات جديدة مع تسجيل انفتاح كبير للدولة على الفضاء الإعلامي".

وشدد بنعبد الله على أن البناء الديموقراطي اليوم بحاجة لنخبة سياسية تقول كلمتها ولا تخشى كلفة ذلك، أو أن تتعرض للتدخل في شؤونها، وبحاجة أيضا لجسم إعلامي قوي.

وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عوض أن نستمر في هذا الاتجاه دخلنا مرحلة مبهمة وغامضة سواء فيما يتعلق بالحقل السياسي أو الاعلامي بعد أن صرنا في مرحلة تهدف لتطويع الحقل الإعلامي،و هو أمر لن يساهم في الوصول إلى ما أقره الدستور من حقوق.

وقال "اليوم تعمقت ممارسات غريبة من حيث المنطلقات القيمية، أو احترام الأخلاقيات، سواء في السياسة أو الإعلام...

وتحدث بنعبد الله عن ممارسات تتسم ببروز عالم المال بشكل لم نعاينه بهذا المستوى في السابق. وقال "في السابق كان هناك مال يساعد على الوجود والممارسة السليمة كما هو حال الدعم المقدم من المال العمومي، لكن اليوم هناك مصادر أخرى تسعى لتركيع فضاءات سياسية وإعلامية".

وقال ذات المتحدث "الآن وصلنا لمستوى خطير وبالتالي نحن فوق غصن واحد، و المجال الإعلامي والسياسي دخلته وجوه وممارسات جديدة، و ما عشناه في الانتخابات الاخيرة دليل على ذلك"

وفي تحذير صريح قال بنعبد الله "هذا الغصن إذا انكسر سيقسط الفضاء السياسي والإعلامي والديمقراطي. مشددا على  "الانتقاد أمر مطلوب، والشفافية مطلوبة، لكن المساءلة يتعين أن تسري على جميع الاطراف وبالتالي يتعين تحديد المنطلقات".

وتساءل بنعبد الله" لماذا اليوم لا نعاين تعبيرات فيها جرأة... ولماذا لم تعد هناك مقاربة لبعض المواضيع رغم أنه في فترات حالكة كانت هناك جرأة،  وبالتالي نحن اليوم في فترة مبهمة لا يمكن أن تساعد في تنمية الديموقراطية".

ووفق بنعبد الله فإن المسؤولية الأولى تقع على السياسيين لأن الأمر يحتاح لرجال ونساء قادرين على وضع مقاربة سياسية قوية.

وقال بنعبد الله "ما يثير القلق والاندهاش هو أن القاموس السياسي والحقوقي والمهني الإعلامي مغيب تماما عن لغة الحكومة وهو ما يطرح تساؤلات عميقة" يضيف بنعبد الله.