ميراوي ..يقود ثورة هادئة لتأهيل التعليم العالي وفق المعايير الدولية

في لقاء تواصلي حول التوجهات الكبرى للإصلاح البيداغوجي، نظمته وزارة التعليم والبحث العلمي، يوم الثلاثاء 26أبريل، بالرباط، بحضور  رؤساء  ومدراء الجامعات المغربية،قدم وزير التعليم العالي و البحث العلمي والإبتكار ميراوي،مشروعه الإصلاحي لقطاع التعليم العالي، مبرزا الإصلاحات الجوهرية الجديدة التي تعتزم وزارته إدخالها - والتي قد تكون مكلفة ومؤلمة لكنها تبقي حتمية - على قطاع التعليم العالي، ابتداء من الدخول الجامعي لسنة 2023.

 

إصلاح يروم الحكامة والتكوين وإتقان اللغات الاجنبية والتسلح بالتقنيات الحديثة لمواجهة الثورة التقنية والعلمية التي يعرفها البحث العلمي .إضافة إلى التفاعل الإيجابي مع فلسفة النموذج التنموي الجديد التي ترمي إلى تأهيل الجامعة والأستاذ الباحث والتلميذ ،للولوج لسوق الشغل في ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة، انطلاقا من إتقان اللغة الانجليزية بالنسبة للخريجين، والبرمجيات التطبيقات المعلوماتية، والبرمجيات من أجل الحصول على الإجازة.

 

وصرح عبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن ” اللي خاص دابا ماشي الفلوس ولكن الفكرة والمعقول، مضيفا أنه سيطالب بزيادة ميزانية وزارة التعليم العالي خلال قانون المالية المقبل، لكنه أوضح أن الفلوس المتوفرة حاليا مزيانة وقادرة على إنجاح الإصلاح بالوزارة وتنزيل أفكار جديدة".

وقال عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إن "نسبة الهدر الجامعي في سلك الإجازة تصل إلى 49 في المائة، كما أن "المخطط المقبل سيحاول تجاوز إشكالية تساهم في ارتفاع الهدر  الجامعي خصوصا في السنتين الأوليين، وهي أن الطالب حينما يغير تخصصه يُطلب منه إعادة جميع الوحدات حتى  و إن درسها في تخصصه الأول".

وأكد الوزير، على أن "الفكرة تقوم على جعل المواد المشتركة بين التخصصات تصاحبه في التخصص الجديد دون الحاجة إلى إعادتها، وهذا سيجعل نسبة الهدر تنخفظ"، مضيفا أن "معدل البطالة مرتفع، بسبب تكوينات غير ملائمة وضعف إتقان اللغات".

 

وأفاد المسؤول الحكومي، بأن النموذج الجديد يرتكز كذلك على إدخال وحدات مهنية تم تطويرها من قبل لأجل قطاعات اقتصادية محددة، وتعميم مراكز قابلية التشغيل، وكذلك ترسيخ المرونة في التوجيهات والتكوينات.

 


 في سياق آخر قال عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بخصوص التراث الموسيقي المغربي، "ليست لي أي عقدة مع التراث الموسيقي المغربي، أستمع لكل التلاوين من الأول إلى الأخير، كما أستمع للملحون والشيخات، ولي ذكريات مع هذا النوع الموسيقي وأنا طالب في القاضي عياض".

وتابع: "على أبنائنا الافتخار بالموسيقى المغربية، من ناس الغيوان إلى جيل جيلالة، والحسانية، والملحون، والأندلسي، والريافة، هذا التراث مفخرة للبلاد".

وأبرز المتحدث ذاته، أن "الموسيقى تفتح العقل، ولا أعتبر الموسيقى والرسم مواهب غير مفيدة، بل نكتشف بها طاقات وكفاءات وسط الطلبة.

يتبين من عرض وزير التعليم العالي و البحث العلمي والابتكار ان الدكتور ميراوي - وانطلاقا من مساره  الطويل في البحث العلمي،واحتكاكه بأكبر الجامعات بالعالم و التراكمات التي اكتسبها وطنا ودوليا ،أن للرجل استراتيجة وإصلاحية عميقة لقطاع التعليم العالي الذي يعاني من اختلالات بنيوية بحاجة لقرارات سياسية جريئة قد تكون مؤلمة للبعض ، لكنها تبقى ضزورة لتأهيل الجامعة المغربية لتأخذ مكانها في العالم الجامعي والمعرفي والتقني والتكنولوجي الجديد الذي يتشكل ، ولا مكان لدول او لشعوب فيه ما زال قطاع تعليمها العالي تقليديا دون أي تفاعل مع المتغيرات والتحولات التي يعرفها العالم عموما والمغرب خصوصا.