بنكيران:خصوم البيجيدي فعلوا كل ما يقدرون عليه لإسقاطه و"الأحرار" جاء عبر المال ومباركة السلطة

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن حزب العدالة والتنمية في التقدير السياسي الحقيقي إن لم يكن أولا في الساحة الحزبية والانتخابية والسياسية، فهو في طليعة الأحزاب، مشددا على أن الدولة تعي هذا وتعترف به.

وأضاف ابن كيران في كلمة له خلال المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بفاس مكناس، يوم الأحد بفاس، أن حزب "المصباح" كان من المفترض أن يكون في الانتخابات الأخيرة أولا أو ثانيا أو ثالثا، أو في أسوأ الحالات رابعا، مشيرا إلى أن هذه السقطة التي حدثت للحزب "لم يكن ينتظرها حتى أشد خصوم الحزب".
واعتبر المتحدث ذاته، أن حزب الأحرار جاء عبر المال ومباركة السلطة، وتابع: "نقول هذا بكل صراحة ووضوح"، متسائلا، ما دام الأمر كذلك، قد نستوعب أن يأتي الأحرار أولا، لكن لماذا يتجاوزنا الآخرون؟

وأكد ابن كيران أن خصوم الحزب فعلوا كل ما يقدرون عليه لإسقاط العدالة والتنمية، وأن الأشياء التي لم يفعلوها إنما لعدم استطاعتهم القيام بها، مشددا على أن القاسم الانتخابي على أساس المسجلين، باعتباره أحد المداخل المعتمدة لإسقاط "المصباح"، فيه تشويه بالبلد على الصعيد الدولي.

وتابع بنكيران، أن تأسيس حزب "المصباح" جاء لأن أعضاءه كانوا يرفضون الشعارات المنتشرة في لحظة تاريخية سابقة، ويقولون، بدلا عن تلك الشعارات، إن قيام واستمرار أمتنا إنما هو رهين بمرجعيتها الإسلامية.
وأضاف ابن كيران، نحن فئة اختارت دينها ومرجعيتها، ولو ضاعت أعمارنا في سبيل ذلك فلا ضير أبدا، مشددا على أن "المصباح" هو حزب أمل للأمة، داعيا أعضاء الحزب إلى الوعي التام بهذا الأمر واستيعابه.
"ومن لطف الله بنا بعد الوضع الذي وجد "المصباح" فيه نفسه عقب الانتخابات الأخيرة"، يقول ابن كيران، صمود عدد من أعضاء الحزب وتضحياتهم المستمرة، معتبرا أن العدالة والتنمية يتوفر على كنز لا مثيل له، ألا وهو المرجعية الإسلامية.

هذه المرجعية، وفق المتحدث ذاته، هي التي كان لها فعلها الإيجابي الكبير في التاريخ، منذ مجيء وبعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، مرورا بإقامة الدولة والفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، وصولا إلى قدرتها على الاستمرار وتكاثر المنتسبين لها، وهي، بحسب ابن كيران، مدعاة لنا اليوم إلى العودة إلى هذا الأصل وفهمه وإشاعة معانيه، وتمثل القيم الإسلامية التي يدعو لها ونشرها في المجتمع.
وذكر ابن كيران أن الله خلقنا لنقوم بواجب واحد، وهو العبادة، وجعل لنا في الأرض معايش، وأن المفتون، بما فيه من يشتغل في المجال السياسي، إنما هو الذي تأخذ الوسائل كل وقته وجهده وتفكيره، دون أن يفكر في المصير الأخروي.

ونبه أمين عام "المصباح"، إلى أنه ليس ضد الطموح الشخصي لأعضاء الحزب في تولي المهام الانتدابية العامة، لكن، يستدرك ابن كيران، أنا ضد أن يتدخل الإنسان بأي شكل من الأشكال في القوانين والمساطر بغية الوصول إلى هذه الغايات، موضحا أن على المرء أن يترك الآلة التنظيمية تفرز وتختار من تشاء بكل تلقائية، معبرا عن رفضه للكولسة وما يقرب منها.