قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في أول تعليق له على خرجات بنكيران ضده وضد حزبه في الآونة الأخيرة، والتي وصفه فيها بـ”البلطجي والغدار الذي يمسح بحزبه الأرض، ويتسول منصبا وزاريا ولا يجده”: “بنكيران الله يسامحو، هو مصطف معنا في المعارضة، لا أفهم لماذا أصبح مختصا في مواجهتنا وضربنا، رغم أننا لا نرد عليه”.
من جهة أخرى، وصف بمناسبة حلوله الأربعاء، ضيفا في برنامج حديث مع الصحافة، على القناة الثانية، عزيز أخنوش بـ” المهني” و”التقني”، الذي راكم تجربة مهمة، قبل أن يكشف لشكر أنه ينقصه التواصل السياسي، لأنه مازال يفتقد للكاريزما، مستدلا على ذلك بأنه أنجز اتفاق السلم الاجتماعي في التعليم، إلا أنه لم ينجح في تسويقه بما يتناسب.
وغازل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بوصفه ب”رفيق الطريق”، مؤكدا أنه لا عودة لوحدة اليسار بدون عودة التقدم والاشتراكية.
وفي سياق ذي صلة، كشف الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن تراجعه عن كلامه بعدم الترشح لولاية ثالثة، والترشح والفوز خلال المؤتمر الحادي عشر كاتبا أولا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، جاء استجابة للضغوطات التي كانت عليه، امتدت من كافة الكتابات الإقليمية ومكاتب فروع للحزب.
وأشار لشكر، أنه طرح عليه تساؤل حول المسؤولية استمر إلى الترشيحات التي طرحت والتي لم تكن تتلاءم مع ما يصبو له الاتحاد، مع المقارنة على أن قيادته للحزب أخرجت الاتحاد من حالة صعبة إلى الشعور بأنه في صدد انبعاث جديد. وأضاف لشكر أن هذا الضغط الذي كان عليه قبل الترشح للكتابة الأولى للمرة الثالثة، جعله يفكر كثيرا، مستحضرا اشتغاله في قيادة الحزب أزيد من 8 سنوات، فطرحت عليه عدة تساؤلات، وهو ما تم بثه عبر تقارير المؤتمر الحادي عشر، مضيفا أن التقرير الأدبي للمؤتمر مر بشبه إجماع فتم إعادة انتخابه.
وفي رده على تناقض خطاب تشبيب الحزب وعودته لقيادة الاتحاد، أكد لشكر أنه لا وجود لتغييب التشبيب في الحزب، مؤكدا أنه الانتخابات عبر المنصات الجهوية في المؤتمر الأخير، كلها كانت شباب، وأن التشبيب إن لم يمس الكاتب الأول فقد مس الفروع والكتابات الإقليمية التي تعرف تجديدا وتشبيبا، وليس بالضرورة أن ترتبط به ككاتب أول، مستدلا بأنه حتى الدول الديمقراطية لا تعرف منعطف التشبيب، لكنه أكد في حديثه أنه سيحرص خلال القيادة المقبلة على أن تكون شابة.
وجوابا على سؤال حول وجود انبعاث جديد بتكرار نفس القيادة، بعد مرور حوالي عشر سنوات من ترأس لشكر للحزب، رد هذا الأخير، بأن التغيير لا تقوم به مؤسسات الحزب بل يكون نتيجة للتراكم، مسترسلا حديثه، أن الاتحاد يعرف تغييرا وهو ما أثبته الحزب عبر تنظيم مؤتمره الأخير من خلال تنظيمه عبر منصات الكترونية من داخل وخارج المغرب، علما أن أحزاب أجلت مؤتمراتها بدعوى الجائحة الشيء الذي لم يُعجز الاتحاد.
ودفاعا عن سير حزبه على نهج الانبعاث من جديد، استحضر زعيم الاتحاد الاشتراكي للولاية الثالثة في معرض حديثه، أن قيادة الاتحاد أتت بنموذج جديد فيما يخص الورقة التنظيمية للحزب، وأحضر إبداعات، منها إلغاء عدد من الإجراءات القديمة، مع العلم أن حزبه قدم نموذجا جديدا للتغيير من خلال الثورة الرقمية، التي استحضرها خلال مؤتمره الـ11.
وجوابا عن صعود معارضة من داخل الحزب بعد توليه الزعامة مرة أخرى، قال لشكرأ إن مؤسسة الحزب ليس فيها أغلبية ولا معارضة لأن من يخالف الرأي يجهر به، مؤكدا أن العضوية في الحزب حقوق وواجبات، وحول واجبات الاشتراك في الحزب، فلا يحدد قيمة المنخرط، إذ طالب من اللجنة التنظيمية إعطاء صفة المؤتمرين رغم عدم أدائهم لواجبات الاشتراك ولو على حساب القانون لكي لا يسمع أي تعقيب.
وبخصوص منافسه على منصب الكاتب الأول للاتحاد، طارق سلام، قال لشكر إن سلام عبر عن معارضته له صراحة، وحصل خلال المؤتمر الأخير على الأصوات التي حصل عليها، وعددها 77 صوت، أما عن حسناء أبو زيد، فعدم حضورها لأشغال المؤتمر الذي احتضنت فعالياته مدينة بوزنيقة، يقول لشكر “لم تكن لتنتظر بعدها أن يصوت عليها الأعضاء وهي غير حاضرة”.
وردا على سؤال طرحه الإعلامي محمد لغروس حول إنهاك الاتحاد الاشتراكي من خلال صراعه مع الإسلاميين واستمراره في الحكومات المتتالية، قال لشكر ” أن ننهك من أجل الوطن يا مرحبا لكن اللعب على حبلين لا يمكن”، مذكرا بأنه كان في البرلمان في السبعينات عندما طرح الملك الراحل الحسن الثاني على الاتحاد تحمل مسؤوليته تجاه الشأن العام، مستطردا قوله أن “الحزب الذي لا يخطط أن يتواجد في الحكومة ليس حزبا”.