السباق نحو منصب "الكاتب الأول" يشعل الحرب داخل حزب بوعبيد

مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تزداد حدة الصراعات بين قيادات الحزب حول منصب الكاتب الاول.

ويتنافس على الكاتب الأول، لحدود اللحظة، كل من محمد البوبكري عضو المكتب السياسي سابقا واخر رئيس للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وعبد الكريم بنعتيق الوزير السابق في حكومة العثماني وعضو المكتب السياسي الحالي لحزب "الوردة"، بالاضافة إلى المرأة القوية في حزب المهدي بنبركة، حسناء أبو زيد، والتي شغلت بدورها مهمة في المكتب السياسي سابقا.

كما دخل غمار المنافسة رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب سابقا شقران أمام، بالاضافة إلى مجيد مومر من الشبيبة الاتحادية، وطارق سلام اتحادي مقيم في إسبانيا.

وبالرغم من تعبير ادريس لشكر، عن رغبته في الترشيح لولاية ثالثة، إلا أنه لحدود اللحظة لم يقدم ترشيحه للمجلس الوطني، الذي يعد الجهة المخول لها البث في الترشيحات قبل الذهاب للمؤتمر، بالرغم من أن المجلس الوطني صادق تحديد ولاية الأجهزة في ثلاثة ولايات.

في هذا التقرير تحاول "بلبريس" رصد أخر تطورات الصراع نحو منصب الكاتب الاول داخل أروقة حزب الاتحاد الاشتراكي، خصوصا بعد المخرجات الأخيرة للمجلس الوطني لحزب "الوردة".

أبوزيد وبنعتيق يتوجهون للقضاء ضد "العهدة الثالثة"

قرر كل من حسناء أبو زيد، وعبد الكريم بنعتيق، المرشحان للكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، اللجوء إلى القضاء، للطعن في كل القررات التي اتخذها إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي.

وحسب مصادر جد مطلعة، فإن بنعتيق وأبو زيد قررا الطعن في مخرجات المجلس الوطني الذي انعقد في 18 دجنبر الحالي، وخصوصا ما يتعلق بتمهيد الولاية ثالثة لادريس لشكر لقيادة الحزب.

وأكدت ذات المصادر، على أن هذا الطعن القضائي سيهم كل القرارات التي تمس بالنظام الأساسي والنظام الداخلي للحزب، معتبرين أن لشكر ومن معه خرجوا على الشرعية.

بوبكري يصف قرارات لشكر الأخيرة بـ"غول العهدة الثالثة"

 

قال المرسح لمنصب الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي، محمد بوبكري، إن "تشبث زعامة الاتحاد الاشتراكي الحالية، بمنح زعيمها إمكانية للترشح لعهدة ثالثة. يؤكد الثقافة التسلطية البعثية لهذه الزعامة، التي تصر على التمسك بالسلطة في هذا الحزب، ضدا على إرادة المناضلين، الذين بنوا هذا الحزب، وعملوا على استمراره".

وأضاف بوبكري في مقال له "لقد تحول اتجاه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من حزب جماهيري تقوده نخبة مثقفة مستنيرة إلى حزب انتخابي، تتصيد زعامته الفرصة لتغيير جينات الحزب الوطني الكبير، الذي بني بدماء الشهداء، “بوافدين” جدد مهامهم الموسمية، تقتصر في الانتخابات وفي الوفاء الأعمى لذوي الفضل في استقدامهم لحزب لا تربطهم به صلة لا نضالية ولا تنظيمية".

وتابع "لقد عملت البعثية الجديدة بمنطق “تغول” أفرغ الاتحاد الاشتراكي من النواة الصلبة لوجوده والمتمثلة في التدوال الديمقراطي على المسؤوليات، ولم تكن المهمة شاقة أمام هذا النظام البعثي الجديد، الذي استبعد القابضين على جمر الفكرة الاتحادية، وتحويل الحزب لوكالة استقدام للأثرياء الذين يصلحون للتمويلات والتصفيقات دون غيرها".

‎وأشار الرئيس السابق للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إلى أن "النتيجة كانت حتمية، في ميلاد نسخة من حزب خال من روح الديمقراطية، ومن قيمها، الأمر الذي قاد إلى تناقص فعاليته السياسية وتراجع دوره من حيث إدماج المواطنين في الحياة السياسية وتقلص دوره في الارتقاء بالممارسة الديمقراطية، وزيادة امتلاك المواطنين لمزيد من مصادر المشاركة السياسية الفعالة".

المتحدث ذاته أكد على أنه "نظرا للضعف التنظيمي لهذا الحزب، فقد بات آخر هموم زعامته هي الديمقراطية نفسها، وتطويع النصوص والأنظمة الداخلية خدمة لشغف الاستمرار الذي لن ينتهي إلا بالسلطوية والتسلط، على روح الاتحاد الاشتراكي، الذي حولته سلطوية الزعامة الحالية من حزب لأسرة يسارية كبيرة، لأسرة من المقربين بالدم والولاء الأعمى للمصالح".

وشدد بوبكري على أن "الاتحاد الاشتراكي كان بيتا عصي الأبواب والنوافذ، على أثرياء الانتخابات، ولقد كان البيت الاتحادي على خطى النقيض فكريا وثقافيا مع فكر هذه الفئة التي وجدت في الزعامة الحالية ملجأ دافئا يحميها، ولا يمكن أن يقدم هذا الدفء بالمجان"، مضيفا إن "الأمر الخطير أن هذه الفئة التي استقدمت لحزب الاتحاد لأجل ترشيحهم باسمه لتمثيله في مختلف المؤسسات التمثيلية. لم تنل مرادها الرخيص فقط، بل غيرت تدريجيا الـadn الاتحادية نحو موالين وأتباع وخدم معترفون بدين المصالح، ويردون الجميل كلما طُلب منهم ذلك وأسهل عرفان يبذلونه لزعيمهم هو رمي القوانين الحزبية من أقرب نافذة".

‎وزاد قائلا "لقد تمكنت هذه الوصفة الغربائبية من إفراغ الاتحاد الاشتراكي من مناضليه ومؤسسيه، وتحويله إلى هيكل خال من أي مضمون شتراكي ديمقراطي، فصار غاصا بوافدين جدد غرباء عنه، فتخلى عنه المناضلون، وغادره المثقفون، ولم يعد فضاء يمكن أن يتنفس المرء داخله بحرية"، موضحا "أصبح مجرد هيكل، عاجز عن إنتاج أي فكرة، أو أي قيمة، وأصبح مؤسسة لتفريخ الفراغ الفكري والقيمي، لأن الذي لا ينتج الفكر، ولا المشاريع، لا يمكنه أن ينتج قيمه، ولا يمكنه التجدد بعد أن أصبح رهينة بين يدي زعامة مهيمنة لا ترضى عن الولاء بديلا".

"إن الزعامة الحالية لبقايا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتي رفعت شعار تناوب جديد إبان الحملة الانتخابية، هي التي تطوع قوانين الحزب اليوم لا خدمة للتناوب بل رفضا له داخل الاتحاد"، يقول بوبكري ويختم كلامه "إن الزعامة الحالية التي وصفت التحالف الحكومي بالتغول، وألصقت هذه الصفة بالأحزاب المشاركة فيه هي من تستعين بتغول لا حد له لإقبار الفكرة الاتحادية من أصلها. إن هذه الزعامة التي وصفت يوما ما هيئة سياسية بعبارة الوافد الجديد أوفدت هي نفسها لا وفدا وحيدا بل وفودا بصلاحية الولاء والاستكانة للمصالح".

شقران أمام..أخر المرشحين لقيادة سفينة "الوردة"

أعلن البرلماني السابق وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، شقران أمام، عن وضع ترشيحه لمنصب الكاتب الأول لحزب "الوردة".

وقال أمام في بلاغ تتوفر "بلبريس" على نظير منه، إنه قرر "بعد إستشارة مسبقة مع عدد من المناضلات والمناضلين، الترشح للكتابة الأولى للحزب في المؤتمر الوطني الحادي عشر المزمع انعقاده ما بين 28 و 30 يناير 2022 طبقا لمقتضيات القانونين الاساسي والداخلي".

وأضاف أمام "عبرت يوم أمس، عن موقف رافض لما جاءت به سكرتارية اللجنة التنظيمية للمؤتمر الوطني الحادي عشر من مشاريع مقررات أعتبرها تراجعا وإنتكاسة حقيقية في حياة الاتحاد".

وتابع أمام "حاولت إيضاح عدد من الجوانب والثغرات القانونية والواقعية في هذا الباب، دون التمكن من ذلك بسبب حصر المداخلات في ثلاث دقائق وتهجم البعض ممن لا يؤمنون باختلاف الرأي".

جدير بالذكر أن ترشيح شقران أمام يأتي بعد أن وضع كل من حسناء أبو زيد، عبد الكريم بنعتيق، محمد بوبكري وطارق سلام وعبد المجيد مومر، ترشيحهم لخلافة ادريس لشكر.

الشامي: المشروع الاتحادي يعرف إجهادا وتآكلا

دعا أحمد رضا الشامي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى ضرورة إطلاق مصالحة داخلية، مؤكدا على أن ما يقع اليوم يفسر "تآكل المشروع الاتحادي".

وقال الشامي في حوار له مع أسبوعية "الأيام"، إن "دور الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تراجع بالبلاد ولم يعد له خط سياسي واضح ومنسجم كما كان في السابق، ولم يعد الاتحاد الحزب الذي يحمل هموم الطبقات الشعبية والوسطى في المجتمع، وخاصة في المدن"، متحدثا عن "وجود شعور بأن المشروع الاتحادي يعرف إجهادا وتآكلا على مستوى ما كان يحمله من آمال في المجتمع للدفاع عن الحريات".

وفي الوقت الذي تفتخر القيادة الحالية للحزب بالتمكن من رفع مقاعده في البرلمان خلال الاستحقاقات الأخيرة، تساءل الشامي "هل الانتقال من حوالي 20 إلى 35 مقعدا واحتلال المرتبة الرابعة في النتائج الانتخابية يعني أن الحزب قد انتصر وأنه على الطريق الصحيح"، مقارنا بين النتائج الحالية وما كان يحققه الحزب قبل سنوات بالقول "ألا يستحضرون أن الاتحاد الذي تصدر الانتخابات في 1997 و2002 يمكنه أن يقبل على نفسه وعلى رصيده الوطني والسياسي أن يصبح حزبا يؤثث المشهد".

وأبرز الشامي الذي كان وزيرا للصناعة والتجارة في حكومة عباس الفاسي (2007-2011)، محاور تراجع المشروع الاتحادي، الذي عزاه لعدة أسباب منها الصراعات الشخصية، رابطا مستقبل الحزب بضرورة بناء مشروع جديد وفي للفكرة الاتحادية والهوية الاشتراكية.