"الكتاب": على الحكومة تحمل مسؤولياتها في غلاء الأسعار وعدم تجاهل الوضع

أشاد المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بالخطاب المَلَكي السامي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة للخضراء، مُثَـــمِّــناً مضامينَهُ الواضحة والحازمة والمكَرِّسة لقوة بلادنا الهادئة في مُقاربةِ قضيتنا الوطنية الأولى. وذلك على أساس أنَّ مغربيةَ الصحراء لم تكن يوماً، ولن تكون أبداً، مسألةً قابلة للتفاوض، وأنَّ بلادنا لا يمكن أن تجتر لعقودٍ أخرى هذا النزاع المُفتعل. وكذا على قاعدةِ أنَّ أيَّ شراكةٍ أو تعاملٍ مع بلدنا يجب أن يتم وفق الاحترام الكامل لكون أقاليمنا الجنوبية جزءٌ لا يتجزأ من التراب الوطني.

وتوقف المكتبُ السياسي للتقدم والاشتراكية، عند التصرفات العدوانية التي يُــصِــرُّ عليها حكامُ الجزائر إزاء بلادنا. وهو ما من شأنه إذكاءُ التوتر في المنطقة بشكلٍ أرعنٍ وغير مسؤولٍ ويفتقد إلى الحد الأدنى من الحِكمة، وذلك في مُعاكَسةٍ صارخةٍ لمصلحة الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، وفي ضربٍ صارخٍ للمصالح الفُــضلى للمنطقة بِــرُمَّــتِــهَا.

في مُقابل هذه المقاربة العقيمة لحُكَّــام الجزائر، فإنَّ المكتب السياسي سجلُ في بيان تتوفر "بلبريس" على نظير منه، باعتزازٍ المُكتسباتِ الهامة والمُتصاعدة التي تُحققها بلادُنا على درب الطي النهائي لهذا النزاع المُصطنع، وآخرها القرار رقم 2602 الصادر عن مجلس الأمن. ويُــجددُ حزبُ التقدم والاشتراكية التأكيدَ على أنه، إلى جانب المجهودات الديبلوماسية، يتعين على بلادنا تمتينُ الجبهة الداخلية من حيثُ جميعُ المستوياتِ الديموقراطية والاجتماعية والاقتصادية.

وأشار الحزب ذاته الى تطورات الوضع الصحي المرتبط بجائحة كوفيد 19 في بلادنا، ومسجلا ارتياحه لتحسن مؤشراته المختلفة. ومنوها بإجراءات تخفيف التدابير الاحتيــاطية، ولا سيما برفع حظر التجول الليلي. وهو ما من شأنه الإسهام في انتعاش عددٍ من القطاعات والمهن التي تضررت كثيراً بالجائحة وتبعاتها لمدة طويلة.

ونبه رفاق بنعبد الله، الحكومة إلى ضرورة تفادي الارتجال والارتباك وسياسة الآذان الصماء عند بلورة القرارات ذات الصلة، كما حصل مع قرار اعتماد جواز التلقيح، والذي كان يستلزم مقاربة تشاركيةً وتواصليةً كفيلةً بتفسير ملابساته وحيثياته وانعكاساته على فئات واسعة من المواطنات والمواطنين.

"بالموازاة مع هذه القضايا، تطرق المكتبُ السياسي إلى موضوعٍ شائك وحيوي، وهو الأوضاع الاجتماعية عموماً، ولا سيما ما يتم تسجيله من ارتفاعٍ في أسعار المحروقات ومن غلاءٍ في أثمنة عددٍ كبيرٍ من المواد الاستهلاكية الأساسية، وما يشكله ذلك من أعباء ثقيلة وإضافية يتحملها كاهلُ المواطنين، وخاصة الفئات المُستضعفة منهم"، يقول رفاق بنعبد الله.

وأكد الحزب ذاته على أن "مع إدراكِ أنَّ الأمر مرتبطٌ نسبياً بالانعكاسات الاقتصادية للجائحة على المستوى الدولي والوطني"، منبها إلى "ما يُــشَكِّلُهُ هذا الوضعُ من خطورةٍ تقتضي من الحكومة التخلي عن منطق التبرير والتجاهل وعدم التفاعل"

بهذا الصدد، اعتبر المكتب السياسي ل"الكتاب"، أنَّ على الحكومة تحمل مسؤولياتها كاملةً، سواء من حيثُ الحضورُ السياسي والتواصلُ الضروري والإنصاتُ لنبض الشارع، والتفاعلُ الجدي معه، بشكلٍ يحترم حرية التعبير المُؤَطَّرَةِ طبعاً بقواعد القانون وروح المسؤولية. أو سواء، وأساساً، من خلال اتخاذ كل ما يلزم من قراراتٍ وإجراءاتٍ لحماية القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، وللتخفيف من وطأة الآثار المُضاعَفة للجائحة وللزيادات في الأسعار على حياتهم اليومية.