الخبير الأمني محمد بوزفور يكتب :"إسبانيا ...وحالة تلبس !!"

محمد بوزفور
من المؤكد ان المغرب يواجه اليوم مؤمرات متشابكة تستهدف قراراته السيادية ووحدته الترابية تحاك من أطراف أوروبية متعددة معلومة ، واخرى تحاربنا خلف الستار ، اضافة الى الجنرالات الدين يتحكمون في مصير الشعب الجزائري الشقيق..

لكن ما يثير الغثيان هو عواء ونباح اناس يعيشون بيننا يتأبطون نفس جواز السفر المغربي والبطاقة الوطنيةً،ويحملون يوميا نظارات سوداء حتى وهم على سرير النوم ويشدون بكل صلف وتعنت عن اجماع المغاربة الاقحاح حول قضايانا المصيرية، علما ان الله تعالى لم يخلق عبثا فوق الارض منظومة اسمها الاوطان - أليس حب الاوطان من الايمان ؟؟؟
هؤلاء تارة بعمامات دينية وتارات اخرى بأجندات متياسرة ،لا يتورعون حين يكون المغرب في مواجهة مجموعة من التحديات السياسية والاقتصادية ، عن دعم التكالبات التي تقف وراءها بعض الدول الاوربية وقنواتها الاعلامية ضد مصالحنا الاستراتيجية،لتركيعنا وتحجيم ادوارنا القارية والدولية التي بدأت منذ مدة تثير قلق وحسد تلك الجهات -؟؟؟
الادهى والاخطر هو ان هؤلاء المنتفخين بالضغينة وسواد القلب لا يترددون في رفع عقيرتهم دفاعا عن كل قضايا العالم بمشارق الارض ومغاربها ، ، لكنهم عندما يتعلق الامر بمعارك مصيرية توضع فيها كرامة المغاربة على المحك ، لا ينفع فيها تذبذب او ارتداء لازياء تنكرية - فانهم عوض الركون على الاقل الى حكمة الصمت، يفضلون الجهر بالكراهية لغالبية المغاربة الشرفاء المنافحين عن بلادهم ،ويتربصون بهم على جدران المنصات الرقمية بدعوى انهم التقدميون والحداثيون والآخرون هم الرجعيون ، بل انهم يستمرئون تبني لغة ومنطق الاسبان مثلا ويصطفون على نفس الخط مع تبريراتهم الواهنة ووأطروحاتهم " المفروشة "( بلغة الشارع المغربي ) التي تروم التملص من مسؤولية الازمة القائمة.

هل هناك موقف أكثر " فضائحية وسخرية سوداء " من المحاولة الخائبة التي اقدمت عليها الحكومة الاسبانية عندما ضبطت في حالة تلبس وهي تمارس في الظلام العداء السافر ضذ المملكة المغربية ، بعد ان ظلت تتخفى وراء النفاق السياسي لسنوات خلت مدعية انها دولة جارة و صديقة ؟ ؟؟ ....
اي جار واي صديق واي شريك هذا الذي يجنح عن عمد وسبق إصرار بمعية جنرالات الجزائر الى اقتراف أخس جريمة سياسية وقانونية يعرفها العصر الحديث ؟؟ ، في مشهد سينمائي رديئ السيناريو والإخراج ، يذكرنا بممارسات المافيات و العصابات ، سرعان ما تمت تعريته بفضل يقظة اجهزة المخابرات المغربية ،. إنه مشهد يحيلنا على استحضار مقولة الجينرال ديغول حين قال عن حق : " السياسة هي ان تحدد عدوك " !!
هي حالة تلبس تتعلق بتزوير هوية اكبر دمية من الدمى التي تحركها الجزائر المسمى ابرهيم "الرخيص " أو المدعو " بن بطوش ( لا أدري !! ) الذي يناصب المغرب العداوة والبغضاء ويشكل موضوع عدة شكايات مطلوب فيها امام العدالة الاسبانية تتعلق بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان وجرائم حرب !!!
سيتعب كثيرا هؤلاء المتربصين المقيمين بيننا ، وسيطول انتظارهم دون جدوى لتصيد اي هفوة أو سقطة ، لان ا لوطن محصن بعناية الله وصدق وصمود الأبرار من ابناءه ،،، هذا الوطن الشامخ والقوي بتضامن المواطن المكافح والصبور والمحصن بقيم العيش المشترك ، ليس اصلا تجاريا يرفع للمزايدة السياسوية وخدمة الأنا الصغيرة ، بل هو التزام وتضحية جماعية من طرف كافة مكونات البلد وقت العسر واليسر وزمن الضراء والسراء !!.
!!،
سقوط القناع على وجه " بن بطوش " الذي تمت فبركته من طرف جوقة من الخبراء العسكريين الجزائريين والذي فرشت له الجارة الايبيرية البساط الأحمر الصحي ، من جهة ، واعتراف الادارة الامريكية قبل ذلك بمغربية أقاليمنا الجنوبية ، من جهة ثانية ، وما ترتب عن هذه التفاعلات الدولية ذات الاهمية من تصاعد لوتيرة الانزعاج الاوروبي بعد " خروجً" ملف الصحراء المغربية من أيديهم ، ليستقر في قلب الشراكة المغربية -الامريكية ، يؤكد ان المغرب في الاتجاه الصحيح وان اختياراته جيو سياسية لم تزدد الا صلابة ورجحانا بفضل الرؤية الاستباقية للدبلوماسية المغربية الواقعية.
انطلاقا من هذه المؤشرات سجل الملاحظون ان كثيرا من ملامح المغرب قد تغيرت الى الحد الدي قد يجعل بعض الدول الاوربية تعرض وساطتها مستقبلا لاخراج اسبانيا من المأزق السياسي والدبلوماسي ، المعطى الذي من شأنه ان يكرس المغرب كقوة اقليمية تحظى بالاحترام في المنطقة ، باعتبار ما تمتلكه من مفاتيح للتنشيط الاقتصادي على الصعيد الافريقي و بما تطرحه أيضا على طاولة التعاون الدولي من اوراق تفاوضية متنوعة وامكانيات ذاتية وموضوعية تسهم في تسنيد جهود المنتظم الدولي لمحاربة الارهاب العابر للاقطار والقارات .
فعلى من يركبه الكبر و يسكنه العناد ان يطرح نظاراته السوداء بعض الوقت ، عساه يرى بتجرد مختلف اوجه الواقع المغربي،في مستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويملي العين بالمساحة المليئة من الكأس ، عوض ركوب العدمية التي تجعله يعارض من اجل المعارضة ويتشدق بتغيير التغيير وإصلاح الاصلاح.
لا بمكننا في هذا السياق ان نتجاهل ان دولا اكبر واقوى اقتصاديا لا تخلو مجتمعاتها من مظاهر الهشاشة والفقر والتفاوتات الاجتماعية ، كما لا يمكننا إنكار وجود مجموعة من النواقص على أصعد مختلفة ينبغي مضاعفة الجهود من اجل تقويمها و ربح رهانات التنمية التي تتطلب تجندا وطنيا من طرف جميع القوى الحية للبلاد ، و التي لا تربح بامتلاك خاتم سليمان أو تحريك العصا السحرية ، بل تستلزم كميية كبيرة من الجدية والتآزر الوطني والتضحية والنفس الطويل على مستوى التخطيط والإنجاز .!!

في وجه الذين تغشى قلوبهم الضغائن وتمنعهم من الاعتراف بسنة الله التي اقتضت ان تكو جغرافية الكون مشكلة من مجموعة من الاوطان ، وجبل النفوس على عشقها والولاء لها، أرفع صوتي عاليا واكررها دون ملل او كلل :

عاش المغرب - عاش جلالة الملك محمد السادس - الله ينصرو.. - أما أنتم فاشهروا معاولكم واشحذوها ما وسعكم الشحذ .،، ثم إن استطعتم الى ذلك سبيلا اركبوا " أعلى خيلكم " واشربوا البحر والمحيط وموتوا بغيظكم ، فانا فخور بأنني "عياش .. "نعم " عياش " لكن بمفهوم أنني أعيش مغربيتي حتى النخاع !!