مازال الجدل قائما حول لقاح "استرازينيكا" البريطاني، المعتمد في المغرب، ولاسيما بعد الاتهامات المتواصلة من قبل مجموعة من الدول الأوروبية، بتسبب اللقاح المذكور بتخثر للدم ومجموعة من التبعات التي يمكن أن تلحق بالمطعمين ضد الفيروس المستجد .
وبالرغم من طمأنة الصحة العالمية، على فعاليته وأمانه لكنه ظل موقوف التنفيذ في مجموعة من الدول، الأوروبية منها والأسيوية، معللين قرارهم بآثار جانبية محتملة .
تخثر للدم
عزيز غالي، المستشار السابق لمنظمة الصحة العالمية، يرى أن فيروس "كورونا" المستجد، له علاقة لصيقة بتخثر الدم بالنسبة للمصابين به، وأن حالات الوفاة الأولى كانت نتيجة لهذا السبب، وبالتالي كان استعمال مجموعة من الأدوية من أجل تسريع الدم بالنسبة للإصابات .
أما بالنسبة للمغرب، غالي يتساءل حول تتبع الحالات الملقحة ضد الفيروس المستجد، بين الجرعة الأولى والثانية، من أجل معرفة آثار اللقاح بالنسبة للأشخاص المطعمين ، مشيرا إلى "أنه ومع الأسف ليست هناك تتبع" .
وفيات بالمغرب
وحول عن ما إذا كانت هناك وفيات نتيجة لقاح استرازينيكا، يقول غالي أنه "فعلا كانت هناك حالات وفاة وكانت اخرها الزيتوني، بمدينة الدار البيضاء الذي توفي وهناك حالتين في سيدي مومن وحالة وفاة نواحي الجديدة، وفقا للمعطيات المتوفرة بجهة الدار البيضاء ونواحيها".
غالي، عبر عن أسفه تجاه تتبع الحالات ومجهودات الوزارة الوصية، من أجل ربط حالات الوفاة باللقاح المعتمد بالمغرب، قائلا "مع الأسف ليس هناك دراسة من أجل هذا الربط" .
ليس هناك "تتبع"
ويضيف المتحدث، أنه اليوم قرابة خمسة ملايين ملقح ضد فيروس "كورونا" المستجد، ولكن ليس هناك تتبع للآثار الجانبية لـ"استرازينيكا" .
غالي يستغرب، "كيف أن هذا اللقاح له مجموعة من الآثار الجانبية، في مجموعة من الدولة ولكن في المغرب استثناء" .
ليس هناك أي آثار للقاح
في مقابل اتهامات المستشار السابق لدى الصحة العالمية، بأن وزارة الصحة لا تتبع الحالات التي تم تلقيحها، ينفي مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، مولاي مصطفى الناجي الأمر، مؤكدا أن هناك تتبع للحالات، وأن أي شخص أصيب بأي مضاعفات فإنه يتجه للمستشفى وتكون هناك معطيات حول الآثار الجانبية، ولحسن الحظ ليس هناك أي آثار للقاح "استرازينيكا" في المغرب .
وحول النقاش الواقع وتوقف مجموعة من الدولة الأوروبية عن اعتماده، يرى الخبير في علم الفيروسات، في اتصال هاتفي لـ"بلبريس"، أنه يمكن مناقشة توقف اللقاح البريطاني المعتمد في المغرب فقط في حال توفر معطيات علمية، تربط تخثر الدم والوفيات باستعمال اللقاح المذكور .
لا وجود لمعطيات
الناجي يضيف في التصريح ذاته، أنه لحدود الساعة، لا وجود لمعطيات تؤكد تورطه في ضرر بالنسبة للمواطنين الذين استعملوه من أجل الوقاية من الفيروس المستجد .
الخبير في علم الفيروسات، يؤكد أن المغرب وبالعدد الكبير للمواطنين الذين أخدوا "استرازينيكا"، لكن لا وجود للمضاعفات التي تتحدث عنها الدول التي أوقفت استعماله .
"استرازينيكا" تدافع
من جانبها، شركة استرازينيكا، وأمام الجدل الواقع وتعليق استعمال اللقاح في مجموعة من الدول الأوربية وكذلك الأسيوية، قبل أن تتراجع عددا كبيرا منها، خرجت للدفاع عن نفسها، نافية وجود علاقة سببية بين اللقاح والوفيات .
وفي بيان للشركة، قالت أنها وبعد إجرائها لدراسة حول الموضوع، فـ"لم تسفر عن وجود أدلة على تسببه بخطر الانسداد الرئوي أو تجلط الأوردة العميقة"، وإن "حالات الإصابة بهذه الأعراض المعلن عنها هي أقل بكثير مما يمكن أن يحدث بشكل طبيعي لدى عينة مماثلة من عموم السكان".
الصحة العالمية تدخل على الخط
منظمة الصحة العالمية رسالة للدول،وجهت التي تملك مخزونا من لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا المستجد ولكنها تتردد في استخدامه، مفادها أنها على أتمّ الاستعداد لتلقي اللقاح وتسليمه لدول أخرى، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الدول التي ترغب في استقبال جرعات من اللقاح المذكور.
وأوضح الدكتور بروس أيلوارد، المستشار الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تلقت "الكثير من الأسئلة" بخصوص لقاح أسترازينيكا وسط مخاوف مبكرة بشأن ما إذا كان للقاح علاقة بحالات تجلط الدم الحاد والنادر لدى بعض المرضى الذين تلقوا جرعة أو جرعتين منه.
واعتبر أيلوارد أن "المشكلة لا تكمن في نقص الطلب، على العكس تماما. إن كانت هناك أي دول لديها مخاوف أو لا تستخدم اللقاح بشكل كامل فلتجعله متاحا لكوفاكس لأن لدينا قائمة طويلة من الدول المهتمة جدا باستخدام لقاح أسترازينيكا" .
ثقة جديدة
وأضاف أيلوارد: "ببساطة لا يمكننا الاكتفاء منه" النتائج الإيجابية للتجارب السريرية في الولايات المتحدة والتشيلي والبيرو "أعطت حقا ثقة جديدة وطلبا جديدا لهذا اللقاح".
رسالة الصحة العالمية، وكأنها إشارة قوية لأن اللقاح البريطاني امن في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد .
رسالة الصحة العالمية، وكأنها إشارة قوية لأن اللقاح البريطاني امن في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد .
إلا أنه وبالرغم من هذه الرسالة، وتراجع مجموعة من الدول الأوربية عن تعليق اعتماده، مازالت دول أخرى مصممة على أن اللقاح البريطاني "استرازينيكا"، لديه آثار جانبية محتملة كما هو الشأن بالنسبة للدنمارك، التي جددت تأكيدها على تعليقه بالبلاد .
وقف التنفيذ
وأمام هذه الثقة المقدمة من الصحة العالمية، حول فعاليته ولكن مجموعة من الدول تعلق استعماله وهو الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات .
ويتساءل المراقبون، حول إذا كان الأمر يتعلق بـ"ضغط ومزايدات" من قبل الدول الأوربية، لكسب عدد كبير من الشحنات، والعدد الكافي لمواطنيها، أم أنه موقوف التنفيذ في هذه الدول لأسباب فعلا تتعلق بآثار جانبية محتملة .