يعيش فارس البوغاز اتحاد طنجة بداية استثنائية تعج بالمتناقضات في الموسم الكروي الحالي 2020/2021، فبين همس جمال البدايات في البطولة والكأس، والأداء التقني المميز لربانه إدريس المرابط رغم عدم رضى الجماهير على اختياره، وبين الأزمة المالية للفريق وإنهاء الارتباط بمجموعة من الداعمين، وعدم تأهيل مجموعة من اللاعبين بسببها من طرف الجامعة، واقتناء حافلة جديدة، وبين مطالب وطموحات جماهيره بقيادة الترا هيركوليس والجمعيات المشجعة، وموقع الأنصار، "irt club" تطرح الكثير من الأسئلة التي سنحاول البحث عن أجوبتها في هذا العدد الخاص من "ملفات بلبريس سبور"، عن "زمن المتناقضات في اتحاد طنجة موسم 20/21.
انطلق الموسم الجديد بنقاش كبير طويل عريض في الشارع الطنجاوي الرياضي ككل سنة مند صعود الفريق، بخص التدبير الإداري للفريق، الذي لم يرق لتطلعات الجماهير العاشقة والمحبة، مباشرة بعد الانعتاق من عنق زجاجة الهبوط في الموسم الماضي، وخاصة مع الإعلان عن تخلي الفريق عن المدرب السابق بيدرو بن علي، لأسباب قيل أنها مرتبطة بتدخل هذا الأخير في أمور إدارية لا تحق له، تتجلى أساسا في مطالبته بالتخلي عن مساعد المدرب والمعد البدني والتعاقد مع بديلين من اختياره.
بيدرو بن علي، سياق الانفصال، وصيغة الطلاق
قال مصدر مطلع، أن الاسباب الرئيسية لانفصال المدرب بيدرو بن علي عن اتحاد طنجة، تتجلى في كون المكتب لم يستجب لجلب بعض الانتدابيات التي كان يرغب فيها، وفيما يخص صيغة الطلاق فالمكتب سجل عليه غيابات رسمية في التداريب، وفي حالة رغبته في اللجوء إلى الفيفا للمطالبة ببعض حقوقه التي لا زالت في دمة الفريق، لن يكون ملفه قويا، لأنه تغيب عن حصص رسمية للتدريب دون سبب مقبول .
التعاقد مع المرابط
ومع موجة غضب عاتية، زاد التعاقد مع المدرب السابق ادريس المرابط من قوتها، وجد المكتب المسير للفريق نفسه بين نارين بالحديث عن ملف المدربين فقط، دونا عن الملفات الأخرى، فلم يقبل الجمهور الطنجاوي التعاقد مع المدرب الجديد القديم، وزخت مواقع التواصل الاجتماعي ممطرة أرضية المكتب المسير بسيل من الانتقادات، واصفة المدرب الجديد بالتعبير العامي" الرويضة د السوكور"، إلى غير ذلك من أساليب التعبير عن عدم الرضى، لكن الادارة أعلنت رسميا عن التعاقد مع قائد سفينة الفريق في موسم الامجاد وتحقيق البطولة الوحيدة، لتبدأ مرحلة جديدة قديمة بين المطرقة والسنداد وتناقضات الاتحاد.
مكونات الاتحاد والمطالبة برحيل المكتب
بعيدا عن ملف دكة البدلاء، نعرج على دكة المكتب المسير، الذي طالبت الإدارة الجماهيرية الطانجاوية بإجراء تبديلات داخله، خاصة االكاتب العام السابق "المستقيل، المستمر" بلخيضر"، ثم طالبت برحيل المكتب كاملا في عدة مناسبات بجميع ألوانها وأشكالها، بداية من المشجع العادي المنتمي للكيان الأزرق فقط، مرورا بأعضاء ألترا هيركوليس وصولا إلى الجمعيات المشجعة، دون تجاهل مواقع الأنصار " irt club" وما يمثله من قوة تمثيلية واقتراحية في مدينة طنجة، وفي هذه الجولة سنحاول أن نعرف مختلف وجهات النظر في هذا الإطار لنضع النقط على الحروف، ونرتب جيدا أوراق رأي الجماهير في هذا الملف على الرفوف.
"الكلمة للمشجع":
يرى أحد المشجعين القدماء لاتحاد طنجة" م س "، أن المكتب المسير الحالي ارتكب عدة أخطاء لا تغتفر، فمند الصعود، وفي كل موسم تكرر نفس الأخطاء مع انتظار نتائج مغايرة، تغيير المدربين واللاعبين، وفي زمن كورونا اثبت المكتب فشله في إدارة الأزمات، وخسر الكثير من المستثمرين وأصبح مكتب يقود الفريق بدون مشروع و"بالجبهة" على حد تعبيره .
"الكلمة للألتراس": ألترا هيركوليس، ومتناقضات فريق اتحاد طنجة في موسم 20/21؟ .
قالت ألترا هيركوليس كلمتها في عز الأزمة الاخيرة التي يعاني منها الفريق وعبرت على دعمها المستمر لفارس البوغاز، خاصة في مثل هذه الظروف، ودعت الجماهير ومختلف المكونات إلى ترك الحسابات الضيقة والتفكير في مصلحة الفريق، وأعلنت إبان ذلك عن مبادرة "بيع التذاكر"، وخصصت أماكن للبيع بمجموعة من أحياء طنجة، بنفس الأسلوب الذي تبيع به منتوجات المجموعة .
ولاقت هاته المبادرة استحسانا من طرف الكثير من الجماهير، ولكن القلة عبرت عن رفضها لهاته المبادرة، معتبرة أن مساعدة الفريق في هاته الظروف تعني مساعدة مكتب فاشل لم يستطع تقديم الحلول والبرامج التي تجعله جديرا بالاستمرار على رأس فريق بحجم ومكانة مدينة طنجة.
نجوم المدينة ودعم الفريق:
تساءلت الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن دعم " نجوم طنجة" للفريق في هاته الأزمة، فكثيرون غنوا مع الفريق في زمن الافراح، ومنهم من ازداد شهرة بسببه، لكن زمن الازمات غيبهم عن المشهد، وأهمهم نجوم الراب، مسلم والصامد، ونجوم الكوميديا جمال ونور الدين، ونجوم الغناء والمسرح والتمثيل وغيرهم من النجوم.
الكلمة للجمعيات المشجعة" جمعية الازرق الطبجي والأداء المدني الرياضي في سياق إشراقات اتحاد طنجة وأزماته الجديدة القديمة؟
أكد أحد أعضاء مكتب " اللازق الطنجي " أن الجمعية تحاول قدر المستطاع البحث عن حلول جذرية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من خلال طرق ابواب المستثمرين في المدينة وطرح حلول عملية على المكتب المسير لتفادي هاته الأزمة مستقبلا.
وقال أن أسباب تكرار نفس التخبطات في كل موسم راجع إلى السياسية التي يتعامل بها مكتب الفريق وغياب نظرة مستقبلية أو مخطط مدروس لمسايرة التطلعات كما هو في بعض الفرق الوطنية، وهو ما يجعل الفريق في كل موسم يدق ناقوس الخطر وتتكرر نفس الأخطاء، مشيرا إلى ضرورة إعادة النظر من المكتب المسير في النهج الدي يتبعه حتى يتمكن الفريق من مقارعة كبرى الفرق الوطنية.
وفيما يخص الأداء المدني للجمعية، أكدت أنها دائما منفتحة على جميع الشرائح المدنية وتحاول جاهدة تشكيل جسد واحد لمدينة طنجة، من باب الغيرة على الفريق واسم المدينة، مؤكدا أن الجمعية في نضال مستمر ودائم رغم وجود معيقات تعترض طريقها، معبرا عن شكره لكل أعضاءها على التضحية والمثابرة في هدا المجال الجمعوي.
الكلمة لمواقع الأنصار" irt club"والواجب الاعلامي في تنوير الرأي العام الرياضي المحلي في سياق تناقضات اتحاد طنجة موسم 20/21؟ ...
قال أحد أعضاء موقع الأنصار، أن الموقع يحاول أن يقوم بواجبه في تنوير الرأي العام، لكن هناك أسباب تحول دون تعاون المكتب السير معهم في هذا الإطار، إذ أن هناك حسابات ضيقة داخل مكتب اتحاد طنجة أدت إلى الوضعية التي هو عليها، وأن الرئيس لا يملك زمام الأمور كما يظهر، وأن الاسلوب الذي يسير به الفريق لا يمت للاحترافية بصلة، فالفريق يسير عبر مجموعة بالواتساب، وحسب مزاجية البعض، وليس من خلال استراتيجية واضحة المعالم.
وفي ظل هذه المعطيات، تبقى للمكتب المسير كلمته أيضا، التي وجب الإحاطة بها، لوضع الجمهور الطنجاوي خاصة والمغربي عامة المهتم بالشؤون الرياضية الوطنية، في سياق الحدث من كل الجوانب.
الكلمة لدكة المكاتب المسيرة" مكتب اتحاد طنجة، بين تناقضات 20/21 ومطالب الجماهير القديمة الجديدة؟!.
حاولنا الاتصال مرارا وتكرارا بالسيد الرئيس، لكن الهاتف خارج الخدمة، وعلمنا من مصادرنا الخاصة أن السيد الرئيس ينتقي المنابر الصحفية حسب معاييره الخاصة، وليس بناء على الحق الدستوري الذي يجعله مطالبا بالتواصل مع الصحافة وتقديم التوضيحات والاجابة على مختلف الاسئلة التي يمكن ان تطرحها مختلف المنابر الصحفية، وليس فقط تلك الأسئلة التي تطرح على المقاس، وهو كرجل سياسي يعرف ذلك وقيمة القيام بالواجبات قبل الحديث عن الترشيح في الانتخابات.
وفي رده على اتصالنا، قال الكاتب العام "ربيع المولع" أنه يمر من ظروف صعبة، تجعله غير قادر على الحديث في مثل هذه المواضيع، وبعد تفهمنا ذلك حاولنا الاتصال مرات أخرى دون رد، وفي عدم الرد واضح، يتجلى في أن المكتب المسير عاجر على الاقل على تقديم الأجوبة الواضحة ومحاربة الاشاعات التي تدور حوله من كل حدب وصوب، ولنا ملفات أخرى نعمل عليها في هذا الاطار توضح خبايا القضايا.
وكان الرئيس عبد الحميد أبرشان قد قال في خروج اعلامي مع أحد المواقع أن الفريق يعاني ويحتاج إلى دعم الجمهور والمستثمرين وتفهم الجامعة ورأفتها على الفرق التي تعاني ماديا ولم تستطع تأهيل لاعبيها بسبب الأزمة المادية، ولم يقدم في اللقاء المذكور أية ملامح واضحة للحل، وكل ما فعله هو تقتيم المشهد أكثر وتضبيب الرؤية أمام الجماهير، كأنه واحد منهم وليس رئيس الفريق على حد تعبير الآراء المتفاعلة مع اللقاء على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك .
إضراب اللاعبين، وتأخر الاستجابة.
تأخر المكتب المسير في الاستجابة لمطالب اللاعبين اللذين خاضوا اضرابا لأربع أيام متتالية، ولم يكلف الرئيس ولا اعضاء المكتب المسير أنفسهم للاتصال باللاعبين وقال "مصدر مطلع" ان هذا يعكس حجم التهاون الذي يتعامل به المكتب المسير مع الفريق، وأن الوعود المقدمة ليست مضمونة وإنما اعتمد فيها الرئيس على عنصر احترام اللاعبين له، والجانب العاطفي، وجاء هذا التفاعل بعدما أصبح من حق بعض اللاعبين فسخ عقودهم دون موافقة اتحاد طنجة، بقوة القانون، فهناك من ينتظر اجرة 4 اشهر واخر 6 اشهر إلى غير ذلك من الحالات
هروب المستتثمرين:
أكد مصدر مطلع أن أحد أسباب هروب المستثمرين من فريق اتحاد طنجة ليست الأزمة المالية كما يسوق المكتب المسير، وإنما عدم ثقته في الأخير، مشيرا إلى أن أحد المستثمرين كان قد قدم دعما ماليا، لكنه تراجع بسبب طريقة تعامل المكتب المسير، التي تتميز بالميزاجية والفردانية والدخول في الحسابات السخصية مع هذا وذاك، على حد تعبيره.
وقبل المرور لكتابة الاسطر الاخيرة من هذا الملف، لا بد من الحديث عن الدور المحوري "للخلية الإعلامية للفريق"، التي تجد نفسها دائما مجبرة على خلع قبعة الرأي الخاص وترجيح كفة الواجب المهني، في التغطية وإيصال الخبر والتسويق للفريق بأفضل الطرق مهما كانت حالته الداخلية.
الكلمة للخلايا الاعلامية للفرق: خلية اتحاد طنجة والواجب المهني في سياق تناقضات الفريق موسم 20/21؟.
قال المسؤول الاعلامي للخلية الاعلامية لفريق اتحاد طنجة، "محمد بلعزايب" أن الخلية الاعلامية تحاول أن تتعامل بمهنية وحياد في جميع الظروف، والأهم بالنسبة لها هو العمل على تحسين صورة الفريق مهما كانت وضعيته من جهة، وتطبيق التعليمات المقدمة من طرف المكتب حول المستجدات والاخبار من جهة أخرى، وبمنطق واجبها المهني تعمل في كل الظروف على ايصال المعلومة المخول لها ايصالها للجماهير.
ومن جهته عبر المصور الرسمي لفريق اتحاد طنجة "عدنان القندوسي" عن سعادته بالعمل مع فريق اتحاد طنجة، وأكد في ذات السياق أنه يعمل دائما على تقديم الافضل للفريق وتقديم الفريق بأفضل الطرق في جميع الظروف، من منطق واجبه المهني بغض النظر عن كل الوضعيات.
وبلغنا من مصادر أخرى، أن الخلية الاعلامية للفريق تعاني بدورها من عدم تأدية واجباتها المادية رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها، خاصة في زمن كورونا، وقال "مصدرنا" أن المدة تتراوح ما بين 6 أشهر و8 أشهر، ناهيك عن عدم تسجيل معظم أعضاء الخلية الاعلامية لفريق اتحاد طنجة في صندوق الضمان الاجتماعي، إلى غير ذلك من المشاكل التي يعاني منها الجسم الاعلامي للفريق.
وصلنا وإياكم قراء "جريدة بلبريس الاكترونية" إلى ختام هذا العدد من ملفات بلبريس سبور، على أمل أن نلقاكم في ملفات قادمة، تقبلوا منا تحية رياضية محايدة و تقدير صوت قلم يعبر عنكم.