في مقابلة تلفزيونية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو، استعرض الرئيس إيمانويل ماكرون فترة الثلاث سنوات المنتهية من ولايته الرئاسية وتوجيهاته للمرحلة المتبقية له في سدة الحكم لغاية ماي 2022.
وتأتي هذه المقابلة التلفزيونية التي بثت مباشرة من قصر الإليزيه في تقليد رئاسي أسس له الرئيس فاليري جيسكار ديستان عام 1978، بعد أسبوع فقط على تعيين جان كاستكس رئيسا جديدا للوزراء خلفا لإدوار فيليب فيما تمر البلاد بمرحلة صعبة جراء أزمة فيروس كورونا المستجد.
مئة مليار يورو لخطة النهوض بالاقتصاد
في المجال الاقتصادي، أعلن ماكرون أن خطة النهوض بالاقتصاد الفرنسي ستكون "على الأقل بقيمة مئة مليار يورو"، إضافة إلى 460 مليارا سبق أن رصدت في إطار إجراءات لدعم القطاعات والاقتصاد منذ بدء انتشار وباء فيروس كورونا.
وقال ماكرون "نرصد لخطة التعافي هذه، إضافة إلى المال الذي رصد سابقا، ما لا يقل عن مئة مليار (يورو) لتحقيق النهوض الصناعي والبيئي والمحلي والثقافي والتربوي. أنا واثق بأننا قادرون على بناء بلد مختلف بعد عشرة أعوام".
وهذه الخطة هي أحد الأهداف الرئيسية للحكومة الجديدة التي ذكرها ماكرون لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للوباء.
واعترف ماكرون بأن فرنسا ستشهد ارتفاعا في عدد العاطلين عن العمل قد يصل إلى ما بين 800 ألف ومليون عاطل جديد بحلول مارس 2021 المقبل وفي مجالات عديدة مثل الثقافة والتجارة والبناء.
واقترح على الشركات التي تمر بظروف مالية صعبة إقرار ما سماه بـ"النشاط الاقتصادي الجزئي والطويل الأمد"، مشيرا إلى أن أي قرار في هذا الإطار يجب أن "يؤخذ بإشراك النقابات وممثلي العمال".
فرض الكمامات الواقية
وفي ما يتعلق بالأزمة الصحية التي سببها تفشي فيروس كورونا، أكد ماكرون أن فرنسا تخطت الموجة الأولى من هذا الفيروس مع وفاة أكثر من 30 ألف فرنسي، مضيفا في الوقت نفسه أن بعض الإشارات هنا وهناك تشير إلى عودة الفيروس في بعض المناطق سواء كانت في فرنسا أو في دول أوروبية مجاورة.
وللحيلولة دون حدوث موجة ثانية لكوفيد19، أكد الرئيس أن فرنسا أعدت خطة صحية لمواجهة أي طارئ.
وتعتمد هذه الخطة على ثلاثة محاور: أولا، الوقاية من انتشار الفيروس وذلك باحترام مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات الواقية وغسل الأيدي بالسائل المعقم. ثانيا، إجراء فحوص طبية على نطاق واسع في المستشفيات والصيدليات للكشف عن الإصابات المحتملة. ثالثا، توفير كل المستلزمات الصحية الضرورية لمواجهة أية موجة ثانية وذلك بتوفير التحاليل الطبية والكمامات الواقية بشكل كاف.
وأكد ماكرون أن فرنسا قد تجعل وضع الكمامات إلزاميا في كافة الأماكن العامة المغلقة قائلا "أود أن يصبح وضع الكمامات إلزاميا في كافة الأماكن العامة المغلقة" موضحا أن تطبيق ذلك سيبدأ في الأول من غشت.
وأضاف "لدينا مؤشرات تفيد بأن انتشار العدوى بدأ مجددا ولو قليلا" في فرنسا.
وقد تسبب وباء كوفيد-19 في وفاة أكثر من 30 ألف شخص في فرنسا في حين تحذر السلطات الصحية من أي تراخ في التدابير الوقائية.
وتابع بشأن الكمامة أنه يجري "وضعها في وسائل النقل العام وتأتي بنتيجة جيدة لكن في الأماكن العامة المغلقة لا تستخدم بشكل منتظم... وهذا يعني أنه يجب تنظيم الأمور".
واستبعد الرئيس الفرنسي إعادة فرض حجر صحي على كل البلاد في حال ظهور موجة ثانية، مكتفيا بالقول أن الحجر سيفرض على المناطق التي تظهر فيها إصابات جديدة بفيروس كورونا فقط.
وأضاف أنه في حال تمكن مختبر سانوفي الفرنسي من اختراع الدواء الذي يعالج فيروس كوفيد-19، فسيوفر هذا الدواء لكل شعوب العالم وليس للفرنسيين أو للأوروبيين فقط".