قال الكاتب الجزائري واسيني الأعرج، أن "الجرأة في العالم العربي محدودة لأنها لم تستطع أن تخلق في مئة السنة الآخيرة النموذج أو الأيقونة التي لها دور تجميعي للأجيال، فوجود أسماء كبيرة مرجعية دليل على علامة وصول الفكر إلى نقطة معينة".
وأضاف صاحب رواية "مملكة الفراشات" في الندوة الإفتتاحية حول موضوع "جرأة المثقف" في فعاليات مهرجان "تويزا"،"إذا أخذنا المسارات التاريخية العربية نجد هذا الإنكسار الذي أسميه "اللحظة المحدودة وليس الدائمة".
وحذر الروائي الأعرج في مداخلته بطنجة، من توقف الكاتب أو الروائي في مرحلة معينة عن الجرأة لأن ذلك "له نتائج وخيمة، والأسوء من ذلك أنه يعقبه النسيان"، وأن من يتوقف عن الجرأة يحرم نفسه من أن "يصبح أيقونة مرجعية".
وأوضح الكاتب بالقول: "نحن نعرف من الممارسة الأدبية، أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فعندنا في الجزائر يقال التاريخ الوطني لكنه في الحقيقة ليس سوى تعبير عن وجهة نظر مؤسسة جبهة التحرير الوطني، وهي نظرة محدودة لأن من إستلم السلطة بعد الإستقلال سجل التاريج وفق ما يريد".
ومن جهة أخرى، أبرز الأعرج أن "وظيفة الروائي ليس الجرأة فقط بل القدرة على إعادة تركيب الحقائق المبعثرة، و "الإنخراط العملي في ذلك القول، وإلا سنقع في الازدواجية بين الشخصية القائلة والممارسة في نفس الوقت".