قال جمال الدين البوزيدي، رئيس العصبة المغربية لمحاربة أمراض السل والاختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية، أن المغرب يعيش ظرفية حساسة ودقيقة جدا بالتزامن مع المرحلة الثانية من مخطط تخفيف الحجر الصحي؛ رغم إيجابية المؤشرات، وذلك بحكم أن الفيروس المنتشر هو مرض جديد ولا يُعرف الكثير عنه.
وأضاف "البوزيدي" في لقاء صحفي أنه توجد 16 نقطة لا زالت تشكل محط خلاف بين الخبراء والباحثين في هذا المجال، ومن بينها النقطة الأساسية المتمثلة في الموجة الثانية من انتشار الفيروس، والتي غالبا ما تكون خطيرة جدا في مثل هاته الجائحات، وخير مثال جائحة الأنفولنزا الإسبانية التي راح ضحيتها ما بين 50 و 100 مليون نسمة.
كما أهاب المتحدث ذاته بالمواطنين لأن يأخدوا مزيدا من الوقاية والحيطة في هذه الفترة بالخصوص حتى لا يكون هناك تفشي كبير للوباء، موضحا أن الحجر الصحي الذي دام زهاء ثلاثة أشهر "كان له عواقب اجتماعية، نفسية، صحية واقتصادية، وبالتالي فالإنسان يخرج بلهفة كبيرة ولا يكون هناك احتياط".
وفسَّر رئيس العصبة المغربية لمحاربة أمراض السل الأعداد المهولة التي أصبحت تُسَجَّل بعد المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، بأن المغرب استطاع على غرار الدول الكبرى الوصول إلى إنجاز ثلاثة عمليات في آن واحد، تمكنه من السير في طريق محاصرة المرض. إذ أوضح أن المغرب "أصبح يتوفر حاليا على 20 ألف اختبار يوميا، تمكنه من الكشف عن المرضى ومداواتهم ثم عزلهم إلى حين تشافيهم".
هذه الأعداد لا يجب أن تخيفنا، لأنها دليل على أن هناك يقضة وعمل دؤوب ومستمر من أجل الكشف عن الحالات وعلاجها ثم عزلها حتى لا تُسْهمَ فيغصابات أخرى وتنشر العدوى. يضيف جمال البوزيدي.
وشدَّد الاختصاصي في الأمراض الصدرية والحساسية على أربعة نقاط تتحكم في انتشار العدوى: أولهم المسافة الآمنة بين الأشخاص، ثم المدة الزمنية التي يقضونها معا، ومكان التواجد هل هو مغلق أو مفتوح؟ ، ثم مسألة ارتداء الواقي الطبي(الكمامات). موضحا أن "نسبة الخطورة في المكان المغلق تبلغ نسبة 75 في المائة، على عكس المكان المفتوح الذي لا تتجاوز نسبة الخطورة 12.5 في المائة".
ووجَّه البوزيدي الدعوة إلى ضرورة تهوية الأمكنة، واحترام المسافة الآمنة والتباعد الاجتماعي بين الأشخاص، وارتداء الكمامات، ثم قياس درجة الحرارة بالأشعة تحت الحمراء. بالإضافة إلى "إخضاع كل مستخدمي الوحدات الصحية للفحص المخبري، خصوصا إذا كانت هناك أعراض كوفيد 19 أو درجة الحرارة، وذلك من أجل تداويها وحصرها".
(محمد الزعراط : صحفي متدرب)