محمد الشنتوف*
دخل الجيل الحالي للشياطين الحمر التاريخ من أوسع أبوابه بحصوله على الرتبة الثالثة للمرة الأولى في تاريخ بلجيكا، بعد انتصاره اليوم على المنتخب الانجليزي بهدفين دون رد، وهو الانتصار الثاني في هذا المونديال، مع هزيمة وحيدة أمام فرنسا، و إقصاء للبرازيل في دور الربع نهائي، مما يؤكد أن هذا المنتخب يستحق مركزا أفضل من المركز الثالث.
بدأت المباراة بتبادل الهجمات، مع أفضلية بلجيكية ترجمها اللاعب مونيي إلى هدف في الدقيقة الرابعة بعد تمريرة سحرية من اللاعب "المغربي البلجيكي" ناصر الشادلي، وفي الدقيقة 10 تمكن حارس افيرتون جرودن بيكفورد من منع المنتخب البلجيكي من إضافة الهدف الثاني، عن طريق اللاعب كيفين ديبرويين، في حين أوقف كومباني كل تحركات المدفعية الانجليزية هاري كاين لحدود الدقيقة 15، و في الدقيقة 16 ضيع روميلو لوكاكو كرة لا تضيع، ونجح لوفتوس شيك في اختراق الدفاع البلجيكي لكن كرته ذهبت لركنية في الدقيقة 19، ولم يكن هاري كاين دقيقا كعادته في الدقيقة 23 بعدما مهد له راحيم استيرلينغ كرة جميلة ضيعها برعونة، و تصدى جونستونس لتسديدة تيلمانس في الدقيقة 29 تأكيدا للسيطرة البلجيكية، وبعد حوار كروي بلجيكي سدد هازارد كرة صدها جون ستونس في الدقيقة 33، ولم تأتي الدقائق المتبقية بأي جديد، مع استمرار السيطرة والخطورة البلجيكية، لينتهي الشوط الأول مثلما بدأ لصالح بلجيكا.
في الشوط الثاني حاول المنتخب الانجليزي الضغط العودة في النتيجة مبكرا بدون نجاح لحود الدقيقة 55، و لحدود الدقيقة 7 لا جديد يذكر على مستوى النتيجة، في حين أصبحت الكفة متكافئة، هجمة من هنا و هجمة من هناك مع أفضلية انجليزية هذه المرة، وأنقد ألدير فيريلد منتخب بلاده من هدف لتعادل بعدما أخرج كرة من داخل الشباك بعد تسديدة من اريك داير في الدقيقة 71، وضيع اريك داير مرة أخرى عن طريق رأسية محاذية في الدقيقة 73، وعلى "الطاير" سدد توماس مونيي كرة تصدى لها و براعة الحارس جوردان بيكفورد في الدقيقة 80، وفي الدقيقة 81 هرب هازارد وسجل الهدف الثاني بعد تمريرة من دي بروين، لينتهي اللقاء على إيقاع هذا الهدف بدون جديد في ما تبقى من دقائق المباراة.
اقرأ أيضا
انتصار مستحق للمنتخب البلجيكي يؤكد أفضلية هذه التشكيلة في المونديال، ويجعل ترشيحه للفوز باللقب منطقيا رغم الإقصاء، لأن الرتبة الثالثة للمرة الأولى في التاريخ بحد ذاتها لقب للشياطين الحمر، بحيث لم يخسر سوى مباراة واحدة أمام فرنسا برأسية قاتلة، وأقصى منتخب عملاق اسمه البرازيل، ولم يكن يستحق الإقصاء نظرا لأدائه حتى في تلك المباراة التي ودع فيها حلم التتويج ضد فرنسا، وبالتالي على مستوى الأداء فالمنتخب البلجيكي متقارب مع منتخب كرواتيا و يستحق التواجد معه في النهائي لرؤية بطل جديد بشكل مؤكد، وفرنسا من ناحية الأداء لا تختلف كثيرا عن انجلترا التي لم تقنع المونديال رغم الوصول لهذه المحطة المهمة من المنافسة، وهذه ما هي إلا ترجمة لما اصطلح عليه ''بمونديال المفاجأة"، الذي أخرج منتخبات لا تستحق الخروج مبكرا، في حين أوصل منتخبات لمرحلة متقدمة لا تستحق الوصول إليها لعدة اعتبارات، في انتظار ما ستؤول إليه نتيجة المباراة النهائية التي سوف نشاهد من خلالها منتخبا جديدا يتوج باللقب، أو لقبا ثاني للمنتخب الفرنسي بعد لقب 1998 بفرنسا.
*صحفي متدرب