لماذا استهدفت قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار في هذا الوقت بالذات؟

عرفت الشهور والايام القليلة الماضبة هجوما خبيثا  وبئيسا يقوده وزير في  ‘’حكومة الرداءات ‘’ وبعض الجرائد الورقية والمواقع الاكترونية التي تدور في فلكه لاستهداف رموز حزب التجمع الوطني للاحرار  والهجوم عليها بشكل غير عادي، هجوم مسيس في سياق وحزبي وحكومي مأزوم  تلعب فيه بعض الأحزاب  أدوارا  غير اخلاقية و غير سياسية   ضد بعضها البعض مما يجعل المرء يتساءل :  لماذا هذا الهجوم على قيادات حزب الحمامة في هذا الوقت بالذات؟ ما الغاية من ذلك؟ وما هي الجهات التي تحرك هذا الهجوم  ؟ ومل علاقة هذا الهجوم بالقطبية الثنائية الحزبية التي بدأت تتشكل؟ وهل اصبحت تقلق الى هذا الحد؟

سياق الهجوم على قادة قيادات حزب الحمامة:

 

أكيد أن سياق التعديل الحكومي الاخير واجندات انتخابات  2021  لها  علاقة مباشرة  مع هذا الهجوم  خصوصا وأن  حزب التجمع الوطني للاحرار ابان عن حركية ودينامية   على الصعيد الوطني مقابل انشغال باقي الأحزاب بتدبير تصدعاتها وخلافاتها الداخلية  قبل وبعد التعديل الحكومي الاخير، وعليه فاختيار زمن الهجوم واستهداف قادة حزب الحمامة  ليس بريئا بل أنه مخدوم وجزء من معادلة حرب ممنهجة  خصوصا على  رئيس الحزب عزيز أخنوش والوزير السابق رشيد الطالبي  لتوجيه الرأي العام  عن النجاح النسبي للرجلين في تدبير قطاعين هامين  هما الفلاحة و الشباب والرياضة هذا القطاع الحيوي الذي مأسسه الوزير الطالبي وقطع الطريق فيه على بعض للأحزاب التي كانت تتربص به لادلجته  خصوصا على مستويات الرياضة والشباب والعمل الجمعوي .

الهجوم على قادة حزب التجمع  تكتيك من خطة استراتيجية ممتدة حتى انتخابات  2021:

الهجوم الذي تقوده بعض القوى والكتائب ضد قادة  حزب التجمع الوطني للاحرار ليس هجوما فكريا او سياسيا ، بل هو هجوم عدواني ذاتي مبني على ادعاءات فارغة وعقيمة لا تخدم النقاش العمومي ، بل تسجنه  في زاوية خطابات المكر والكراهية والحقد والإساءة واستهداف الأشخاص وليس فكرهم او برنامجهم أو...وبالتالي فالهجوم  على هؤلاء القادة  هو جزء من خطة مدروسة  لن تكون هي الأولى اوهي الاخيرة، بل انها ستمد الى ما بعد انتخابات سنة 2021.

 

أسباب الهجوم على قيادات حزب الحمامة:

 

يلاحظ ان الهجوم استهدف شخصيتن وازنتين  في حزب الحمامة  هما عزيز اخنوش رئيس الحزب والقوة الصاعدة في المجال السياسي الوطني والذي يمارس السياسة بشكل مغاير ربما ازعج الكثيرين بكونه هيكل حزب التجمع الوطني وحوله الى رقم صعب في المعادلة الحزبية ، ورشيد العلمي الطالبي التجمعي الأصيل والمثقف العضوي  ودينامو الحزب والسياسي صاحب المواقف  الواضحة والجريئة اتجاه الإسلام السياسي . وعليه فاستهداف القيادين  اخنوش والطالبي في هذا الوقت بالذات هو خطة مدروسة لمحاصرتهما ودفعهما للاشتغال بالتفاهات  بدل الاشتغال  لتأهيل الحزب في افق  انتخابات

2021  التي ستعرف منافسة قوية بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للاحرار.

 

ابعاد استهداف قيادات حزب الحمامة:

يندرج ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ الوزيرين ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ خطة منظمة ومدروسة تتجاوز معادلة  التنافس الشريف الى المس بقضايا شخصية  بعيدة عن ادنى مبادئ  النقاش السياسي العمومي النزيه.

استهداف  الرئيس عزير اخنوش  يعود في العمق  الى عامل أساسي  هو كون  رئيس حزب الحمامة  اصبح مزعجا ومقلقا  لبعض القوى الاقتصادية والسياسية  الليبرالية والإسلامية بعد اعادة بناء الحزب واكمال كل هياكله واجهزته، والاستثمار في مقاربة سياسة التواصل المباشر مع المواطن ونهج سياسة القرب التي كان حزب البيجيدي يعتقد انه هو الحزب المغربي الوحيد الذي يشتغل بهذه المقاربة.

وكان منطقيا بعد استهداف اخنوش ان يستهدف ذراعه الأيمن رشيد العلمي الطالبي لأسباب متعددة منها كون الرجل هو منظر الحزب ومخطط التنظيم والمدافع الشرس عن حزب الحمامة والمواجه القوي لحزب العدالة والتنمية في جوانبه الدعوية .

بالإضافة الى كون الرجل رجل عملي تكمن في قطاع الشباب والرياضة من مأسسة القطاع وتقنينه وضبطه وإعادة الهيبة الى الوزارة والاحترام لأطرها وقطع الباب امام كل سماسرة الرياضة، اضافة الى مواقف الرجل السياسية الشجاعة من بعض القوى والدعوية، فرشيد العلمي الطالبي والشاب الصاعد مصطفى بيتاس ومحمد اوجار  هم من يمتلكون  الخطاب الشجاعة السياسية والملكات الفكرية واللغوية لمواجهة مستغلي الدين في السياسة والمستهدفين لحزب التجمع .

اكيد ان الكتائب الالكترونية ويعض الماجورة  ستستمر للضرب بقوة لاخنوش وللطالبي وباقي رموز حزب الحمامة، واكيد أيضا ان اخنوش والطالبي واوجار وبيتاس لن يقرروا مجراة هذه القوى في هذا الحرب القذرة، ليس خوفا او هروبا من هذه القوى ، ولكن اقتناعا من  قادات حزب الحمامة  بأن الشعب المغربي لم تعد تهمه كل هذه السجالات والتطاحنات ، فكل ما يهمه هو الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وتاهيل قطاعات التعليم والصحة والعدل والتشغيل والاستعداد للتعاطي الايجابي مع توصيات لجنة النموذج التنموي الجديد  هذا النموذج الذي يعد فرصة تاريخية للمغرب  للدخول الى فئة  الدول الصاعدة في محيط إقليمي ودولي مضطرب.