الدبلوماسية الثقافية: القوة المغربية الناعمة في كندا

العيش المشترك ، كرم الضيافة، الانفتاح على الآخر ، قيم مغربية أصيلة من بين أخرى عديدة تعض عليها الجالية المغربية المقيمة بكندا بالنواجذ وتحرص على إبرازها باعتزاز وفرح غامر.

ومافتئ الفنانون والكتاب والمنظمات الثقافية ،بدعم وتحفيز من الممثليات الدبلوماسية للمملكة، يروجون للثقافة والفنون المغربية في هذا البلد الأمريكي الشمالي، مسهمين بذلك في إعطاء زخم أقوى لدينامية الفعل الثقافي في واحد من أكثر البلدان الغربية تنوعا. وفي هذا المضمار يضطلع المركز الثقافي المغربي "دار المغرب" بدور لا تخطئه العين،حيث تسهم الأنشطة العديدة التي يقيمها على مدار العام في تعزيز التفاهم المتبادل ، وتقوية العلاقات بين شعبي البلدين ، وتهيئة مناخ من الثقة لدعم العلاقات الثنائية على المستويين الاقتصادي والسياسي.

واعتبرت سفيرة المغرب في أوتاوا ،سورية عثماني، أن سحر الثقافة يكمن في كونها عاملا مساعدا على مد الجسور وتحقيق تفاهم أفضل بين مختلف الحضارات والأديان والمجتمعات.

وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، "الثقافة تعني بالضرورة الانفتاح والمشاركة والتواصل والحوار، وهذا بالضبط ما نطمح إليه في عالم اليوم الموسوم ، كما يعلم الجميع ، باضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية قوية".

وأضافت الدبلوماسية المغربية أن "المملكة ، البلد المتميز بثقافته الضاربة في القدم وبتنوعه ، جنحت على الدوام وبشكل تلقائي إلى إعطاء الدبلوماسية الثقافية دورا مركزيا يمكن من إبراز جوانب مختلفة من حضارتها على المستوى الدولي".

وأكدت في هذا السياق، أن جلالة الملك محمد السادس "يعد مدافعا قويا وحامل لواء التعريف بالثقافة المغربية بمختلف تجلياتها وتنوع روافدها العربية و الأمازيغية و الأفريقية و المتوسطية و الحسانية والعبرية".

ويعد الحضور القوي ودينامية الفعل الثقافي المغربي في كندا، باديان للعيان فلا يكاد يمر أسبوع أو شهر دون أن ينظم المركز الثقافي "دار المغرب" في مونتريال أو الجمعيات المغربية وأفراد الجالية بشكل عام ، فعالية أو حدثا ثقافيا.

وأشارت السفيرة الى أن أفراد الجالية المغربية في جميع أنحاء كندا يحرصون على الاحتفاء بالتقاليد الأصيلة للبلد الأم ومشاطرة موروثهم الغني الذي يعتزون به من خلال العروض السينمائية والحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والمؤتمرات وفنون الطبخ وحفلات الزفاف.

وأكدت أن الأسبوع الثقافي المغربي الذي تم تنظيمه مابين 18 و 24 نونبر في تورنتو ،بشراكة مع متحف الآغاخان ، يعد مثالا حيا على ذلك، مشيرة إلى أن هذا الحدث الذي عرف نجاحا كبيرا عكسه الإقبال الكبير للزوار، سلط الضوء على التراث الثقافي الإسلامي واليهودي للمملكة.

وقالت ، "لقد أكد هذا الحدث الذي نظمته الهيئات الدبلوماسية الكندية ،بدعم من جمعيات مغربية ، سواء في كيبيك أو أونتاريو ، أنه عندما تلتقي الإرادات وتتوحد الطاقات، فإن النجاح يكون في الموعد".

لحظة أخرى طبعت السنة التي نودعها، ويتعلق الأمر بحفلي رفع العلم المغربي بحضور العديد من الشخصيات الفدرالية والإقليمية الكندية في مدينة تورنتو يوم 17 نونبر وفي برلمان أونتاريو في 18 نونبر بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال.

وكعادته ، سطر المركز الثقافي المغربي على امتداد السنة فعاليات فنية وثقافية شكل الانفتاح وإشاعة قيم العيش المشترك خيطها الناظم.

وتندرج هذه الانشطة في إطار استراتيجية ثقافية مبتكرة تروم توطيد الروابط بين أفراد الجالية المغربية وبلدهم الأم، وكذلك بينهم وبين التعبيرات الثقافية والإثنية الأخرى في بلاد المهجر.