اطروحة ''العداء'' للمغرب هي نفس اطروحة الرئيس الجزائري الجديد تبون

يتابع صناع القرار بالمغرب باهتمام كبير نتائج الانتخابات الرئاسية بالجزائر، لما لها من تأثير على مستقبل العلاقات المغربية الجزائرية خصوصا في ملف الصحراء المغربية الذي يمر من مرحلة ركود منذ سنوات نتيجة الموقف المتصلب للجزائر من هذا الملف رغم اليد الممدودة للعاهل المغربي للقادة الجزائريين  في فتح الحدود وترك ملف الصحراء جانبا.

وعليه، ففوز المترشح عبد المجيد تبون برئاسة الجزائر، حسب النتائج الرسمية الأولية، يعد ثامن رئيس للجمهورية الجزائرية. وللاشارة الرئيس الجزائري الجديد تبون (74 سنة) من مواليد مدينة النعامة غربي الجزائر، وهو وزير ورئيس حكومة أسبق.

تخرج تبون في المدرسة الوطنية للإدارة، في اختصاص اقتصاد ومالية سنة 1965، وشغل عدة وظائف منها أمين عام كل من محافظات أدرار وباتنة والمسيلة، ومحافظا لكل من مدن الجلفة، أدرار، تيارت، وتيزي وزو.

ثم عُين تبون وزيرا منتدبا بالجماعات المحلية بين عامي 1991 و1992.

وفي سنة 1999 تقلد منصب وزير السكن والعمران، ثم منصب وزير الاتصال في 2000 في حكومة أحمد بن بيتور، فوزيرا للسكن والعمران مرة أخرى بين سنتي 2001 و2002 في حكومة علي بن فليس.

وابتعد بعدها تبون عن الساحة السياسية لأكثر من عشر سنوات، قبل أن يعيده الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة في حكومة عبد المالك سلال، حيث عين وزيرا للسكن والمدينة سنتي 2013 و2014.

وتسلم تبون منصب رئيس الحكومة رسميا، في 25 مايو 2017، وأقيل يوم 15 أغسطس 2017، ليخلفه أحمد أويحيى.

وقد تخوف عدد من المهتمين المغاربة من مستقبل العلاقات الجزائرية المغربية بعد فوز تبون بالانتخابات الجزائرية لكونه من صقور الرفض لاي تقارب مغربي جزائري خصوصا وانه ينتمي لنفس جيل الرئيس الجزائري السابق بوتفليقة، وله نفس مواقف النخبة التقليدية الجزائرية من قضية الوحدة الوطنية. لذلك يؤكد عدد من الباحثين  بــأن وصول تبون لرئاسة الجزائر ينهي حلم الصلح مع الجار المغربي لكون تبون  يشكل "المرجعية الثابتة " للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والنخبة العسكرية الجزائرية، وعليه فمن المنتظر ان ألا يطرأ أي جديد في علاقات الجزائر والمغرب، رغم طلب جلالة الملك القادة الجزائريين فتح حوار بعيدا عن قضية الصحراء، إلا أن تشبت القادة الجزائريين ب لـ"تقرير المصير" ومطالبتهم المملكة المغربية بالاعتذار قبل فتح الحدود المغلقة، يعقد مأمورية اي "تقارب".

لذلك، ففوز تبون  ودعم القايد صالح له وتشبت تبون بالاعتذار الذي رفعه الرئيس الجزائري السابق يعني استمرارالثبوتية في ملف الصحراء المغربية  لكون عقلية تبون هي نفس عقلية بوتفليقة .

لذلك لا غرابة  ان يستمر الرئيس الجزائري الجديد تبون في نهج نفس سياسة المؤسسة العسكرية والوفاء للعقيدة السياسية الجزائرية، المتحكمة  بقوة  في مخيمات تندوف والسياسة الخارجية والداخلية بالجزائر.

مما سيجعل ملف الصحراء المغربية والعلاقات المغربية الجزائرية لا تراوح الدرجة الصفرية الثابتة

منذ 1975.