أُعتبر التصويت العربي على البلد المستضيف لنهائيات مونديال 2026، إيجابيا حيث من المفترض أن تكون له تداعيات سياسية على العلاقات بين المغرب والدول العربية التي فضلت التصويت لصالح الملف الثلاثي "أميركا والمكسيك وكندا"، حيث وجهت نتائج التصويت رسائل إيجابية بخصوص العلاقات المغربية مع دول المغرب العربي، وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة للمطالبة بتجاوز الخلافات المغاربية وفتح الحدود بين المغرب والجزائر.
وكشفت جريدة الشروق الجزائرية، أن تصويت الجزائر على المغرب في عملية التصويت على اختيار البلد المنظم لمونديال 2026 خلف حالة من الانفراج في العلاقات المتأزمة بين الجارين الشقيقين.
وأضافت الصحيفة "ما على الطرفين سوى أن يستغلا هذا المعطى المهم، في ترميم ما تبقى من العلاقات الثنائية، وذلك عبر التوجه إلى طرح القضايا التي لا تزال تسمم العاقات الثنائية"، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتطلب إرادة سياسية فولاذية".
وكان خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، قال، بعد التصويت الجزائري على الملف المغربي:" أعتقد أنه يجب في المستقبل أن تقدم ملفات مشتركة بين البلدان التي تعتزم تنظيم المونديال، وذلك من أجل تقوية حظوظها"
في المقابل عبر المغرب عن شكره وامتنانه للجزائر بعد تصويتها للملف المغربي لاحتضان مونديال 2026، وعبر ناصر بوريطة عن شكر المغرب لدعم الجارة الشرقية لموروكو 2026، في اتصال هاتفي مع سفير الجزائر بالمغرب.
وأطلق مجموعة من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في المغرب والجزائر حملة تطالب بضرورة "تجاوز الخلافات الثنائية وفتح الحدود"، من خلال هاشتاغ " #متصالحين #فتحو_الحدود"، وهي الخطوة التي نالت إعجاب فئات واسعة سواء في المغرب أو الجزائر.
من جهة أخرى دعت مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة التفكير في تقديم ملف مغاربي مشترك، خاصة بين الثلاثي المغرب والجزائر وتونس لاستضافة كأس العالم لكرة القدم.
وتقود تونس مبادرة لاستضافة مونديال 2030 بشكل ثلاثي بين المغرب وتونس والجزائر بحسب ما ذكرت صحيفة "الشروق" التونسية.
و أكدت الصحيفة أن فشل المغرب في الفوز بالاستضافة لمونديال 2026 قد أنعش مبادرات إحياء المشروع المغاربي المعطل منذ 3 عقود، موضحة أن البرلماني التونسي رياض جعيدان وجه نداء لحكومات دول المغرب العربي يدعوها فيها إلى تقديم ملف مشترك لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، لتكون حظوظ شمال إفريقيا وافرة وقادرة على احتضان هذه الفعالية.
البرلماني قال، خلال تصريحاته للصحيفة: "تونس والمغرب والجزائر تمتلك منتخبات قوية، وتونس والمغرب سبق لهما احتضان منافسات دولية، ويمكن إشراك موريتانيا وليبيا في الملف لكسب دعم كتلة شمال إفريقيا، مع أن موريتانيا ضعيفة الإمكانيات المادية وكذلك ليبيا التي تعاني من تدهور الوضع الأمني والسياسي فيها.
"الفكرة بإمكانها أن تتعزز بمبادرات شبانية ونخبوية وسياسية لإحياء مشروع اتحاد المغرب العربي، خاصة وأن ملف استضافة مونديال2030 سيواجه منافسين من العيار الثقيل، في ظل رغبة الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي في التقدم بملف مشترك".
من جانبه، رحب الاتحاد الجزائري بالمبادرة مؤكدا أن إمكانيات تنظيم الحدث الكروي الأكبر في العالم وبمشاركة 48 منتخبا يتوجب على بلدان المغرب العربي أن تتحد به.
و أجرى وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، اتصالا هاتفيا بسفير مصر بالمغرب أشرف إبراهيم، أبلغه خلاله تكليف الملك محمد السادس له بإبلاغ شكر وتقدير المغرب ملكاً وحكومة وشعبا، لمصر على موقفها المشرف ومساندتها للملف المغربي لاستضافة بطولة كأس العالم 2026، وأوضح بوريطة أن موقف مصر يعكس العلاقات الراسخة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وما يجمعهما من روابط شعبية ورسمية قائمة على الاحترام والثقة والتعاون.
يذكر أن المغرب أعلن مؤخرا عزمه الترشح مجددا لاستضافة كأس العالم 2030 عقب إخفاق 2026 بدعم من دولة قطر.
ويشار إلى أن معظم دول الخليج العربي كانت قد منحت صوتها إلى الملف الأمريكي المشترك، على رأسهم السعودية والإمارات والكويت والعراق والبحرين والأردن ولبنان.
وجدير بالذكر أن المغرب كان قد تقدم من قبل لاستضافة كأس العالم أربع مرات أعوام 1994 و1998 و2006 و2010 بجانب 2026، وفي كل مرة لم يحصل على الأصوات الكافية.