كشف تقرير « جيو 6 » حول "توقعات البيئة العالمية" عن تراجع الوضع العام للبيئة عالميا خلال السنوات الثلاثين الماضية، نتيجة عوامل عدة، من بينها أنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة، وتغير المناخ.
وأفاد التقرير الحديث، الذي تم تقديمه بنيروبي، أن اتجاهات الإنتاج، والاستهلاك غير المستدامة تحت تأثير النمو السكاني، إلى جانب غياب المساواة نتيجة فوارق واسعة في الناتج المحلي من منطقة إلى أخرى، تهدد سلامة الكوكب وتضع التنمية المستدامة على المحك.
وأوضح ملخص التقرير، الذي أنجزه أكثر من ألف باحث، وعالم لفترة خمس سنوات، حصلت عليه "بلبريس"، أن هذه الإتجاهات تؤدي إلى تراجع البيئة العالمية بمعدلات غير مسبوقة، وتنذر بعواقب وخيمة على المجتمعات الفقيرة والمناطق المهمشة، وأن البشر يواجه مجموعة من التحديات المصيرية نتيجة استغلال الموارد الطبيعية، بما فيها المياه العذبة، بشكل مفرط.
وحذر التقرير، المعلن عنه في الدورة الرابعة لجمعية الأمم المتجدة العامة للبيئة، من التلوث المستمر والإدارة غير السليمة التي لا تراعي متطلبات الاستدامة، والتحول إلى السكن في المدن بشكل غير مسبوق، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يرتفع عدد سكان المدن في العالم إلى 66 في المائة بحلول عام 2050، علماً أن حوالي 30 في المائة من سكان المدن حالياً، لا يحصلون على الخدمات الأساسية أو الحماية الاجتماعية.
ووفق المصدر ذاته، تتسبب الغازات الدفيئة في إدخال العالم ضمن حقبة متواصلة عنوانها "التغير المناخي"، مما سيؤدي إلى مضاعفة وزيادة المخاطر البيئية والاجتماعية التي تطال النظم البيئية وصحة الإنسان، وأبرزها تعريض جميع المدن الساحلية، والدول الجزرية الصغيرة للغرق بفعل ارتفاع منسوب مياه البحر، إلى جانب الأضرار التي تتسبب بها العواصف المتطرفة.
وأوصى التقرير بإيلاء اهتمام خاص وعاجل لمشكلة النفايات البلاستيكية، لاسيما في الأوساط المائية، نظراً لتأثيرها المحتمل على النظام البيئي البحري وصحة الإنسان، وتوفير تقنيات معالجة المياه العادمة ذات التكلفة المعقولة على نطاق واسع، لإزالة بقايا المضادات الحيوية.
وأوصى تقرير « جيو 6 » باعتماد نماذج إدارة الاستدامة الجديدة توفير استثمارات كافية في المعرفة، وأن تعمل على بناء شبكة رصد متفق عليها من قبل المجتمعات، والمؤسسات العلمية لتجنب أية أضرار أو تكاليف غير ضرورية، كما يشير إلى وجود حاجة ماسة للابتكار من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، والوصول إلى كوكب معافى وناس أصحاء بشكل تشاركي ومتبادل.