آلاف المتضامنين من 80 دولة في مسيرة على الأقدام لكسر حصار غزة

في خطوة هي الأولى من نوعها، أعلن ائتلاف دولي يضم نقابات وحركات تضامن ومؤسسات حقوقية من أكثر من 80 دولة، عن إطلاق مبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة"، بهدف دخول القطاع سيراً على الأقدام استجابة للوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه السكان جراء الحصار الإسرائيلي المستمر.

وأوضح رئيس التحالف الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي، سيف أبو كشك، أن نحو 4 آلاف متضامن سيشاركون في المسيرة، من بينهم وفد برلماني يضم أعضاء من البرلمان الأوروبي وبرلمانات أوروبية أخرى. وبدأ المشاركون بالفعل في الوصول إلى العاصمة المصرية القاهرة، على أن يكتمل عددهم يوم الخميس، في انتظار التحاق "قافلة الصمود لكسر حصار غزة" القادمة براً من الجزائر وتونس، والتي تضم مئات المتضامنين والسيارات.

أهداف واضحة ومباشرة

حدد المنظمون أهدافاً واضحة للمسيرة، يأتي على رأسها محاولة وقف الإبادة الجماعية في غزة، عبر السعي العملي لوقف الجرائم الإسرائيلية، خاصة استخدام سلاح التجويع ضد المدنيين. كما تهدف المسيرة إلى الضغط من أجل الإدخال الفوري للمساعدات الإنسانية، وتحديداً آلاف الشاحنات العالقة على الحدود، والمطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي بشكل كامل وفتح ممر إنساني دائم.

وعلى صعيد أوسع، يسعى المشاركون إلى تحريك المجتمع الدولي وكشف ما وصفوه بتواطؤ بعض الحكومات والصمت الدولي، عبر توحيد جهود المجتمع المدني العالمي، ودعوة السياسيين للضغط على حكوماتهم، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي.

خطة التحرك والمسار

تتمثل خطة التحرك في تجمع كافة المشاركين في القاهرة، ثم الانتقال بوسائل النقل إلى مدينة العريش في شمال سيناء، ومن هناك تنطلق المسيرة سيراً على الأقدام نحو معبر رفح. وأكد المنظمون أنهم يخططون للاعتصام والتخييم أمام المعبر كوسيلة ضغط سلمية للمطالبة بفتحه وإدخال المساعدات.

وقد تم التواصل مع السلطات المصرية عبر سفاراتها في الدول المشاركة، حيث أكد القائمون على المسيرة رغبتهم في التعاون مع الجهود المصرية، مشددين على أن تحركهم لا يهدف لتحميل مصر أي مسؤولية، بل لممارسة ضغط دولي على إسرائيل لإنهاء الحصار.

حركة مدنية سلمية

يؤكد المنظمون، ومن بينهم المحامية الألمانية ميلاني شفايتسر والناشطة الأيرلندية كارين موينيهان، أن المسيرة هي حركة مدنية سلمية بشكل كامل، وأن جميع المشاركين متطوعون يمولون مشاركتهم بأنفسهم دون أي دعم حكومي. وتهدف المسيرة إلى إيصال رسالة تضامن إنساني موحدة، مستلهمة من تجارب تاريخية في أعمال التضامن الدولي، وإعلاء صوت المجتمع المدني العالمي الرافض لما يحدث في غزة.