الجزائر: تصاعد الصراع العسكري وانشقاق في الجيش بعد اشتباكات وهران
أعلنت مجموعة تُعرف باسم “الجيش الجزائري الحر” عبر منصة “إكس” مسؤوليتها عن حادث إطلاق النار المكثف الذي شهدته مدينة وهران يوم الخميس، 25 يوليو 2024. وأفادت مصادر من عين المكان بأن تبادل إطلاق النار وقع في شارع جيش التحرير الوطني قرب حديقة العثمانية في وهران، الجزائر.
وفي تفاصيل الحادث، ذكرت المجموعة أنها قامت بتبني عملية إطلاق النار التي شهدتها المدينة، بالإضافة إلى تفجير مستودع للأسلحة في ثكنة عسكرية بمدينة المسيلة. وتشير المعلومات الأولية إلى وقوع إصابات خطيرة وسقوط قتلى وجرحى في هذه الأحداث.
الأحداث الأخيرة تكشف عن تصاعد الانفلات الأمني في الجزائر، ويبدو أن الصراع داخل النظام العسكري الجزائري قد بلغ ذروته. هذا الصراع يعزى جزئياً إلى الاستعدادات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كانت مقررة في السابع من شتنبر المقبل، بعد أن كانت مبرمجة في وقت لاحق من العام الجاري.
تتواتر المعلومات حول وجود صراع حاد بين أجنحة الجيش الجزائري وأجهزة المخابرات، التي تلعب دوراً محورياً في السلطة. هذا التوتر يبرز بشكل خاص بين الرئيس عبد المجيد تبون والمقربين منه من جهة، وبين قيادات عسكرية ترغب في التحرر من سيطرة رئيس أركان الجيش، الجنرال سعيد شنقريحة، من جهة أخرى.
تشبه هذه الأحداث الصراع الذي عاشته الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، والذي أدى إلى ما يعرف بالعشرية السوداء، حيث تم إلغاء فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في انتخابات عام 1991 بسبب الانقلاب العسكري وتشكيل قوات تمرد داعمة للجبهة.
في ظل الجمود السياسي والاقتصادي الذي تعاني منه الجزائر، يُلاحظ أن النظام العسكري الحاكم يواصل استخدام أساليب قديمة ومستنفدة، ويستثمر أموال الدولة في دعم قضايا خارجية مثل دعم مرتزقة البوليساريو، بدلاً من معالجة القضايا الداخلية وضمان استقرار البلاد.